لماذا وإلى أين ؟

اليازغي يعدد أسباب “مشاهد الأخوة” بين لاعبي المنتخبين المغربي والجزائري

سوقت مباراة ربع نهائي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة بالجزائر المؤهلة لكأس العالم، والتي جمعت منتخب البلد المحتضن للتظاهرة الرياضية والمنتخب المغربي، قيما حضارية ورسائل نبيل بالرغم من “الصراع” والقطيعة السياسية والدبلوماسية بين البلدين الجارين.

ومن بين القيم الحضارية والرسائل النبيلة التي سجلت خلال المباراة التي احضنتها أرضية ملعب الشهيد الحملاوي بمدينة قسنطينة أمس الأربعاء، الإحترام المتبادل، المسؤولية، العفو …، حيث يتجلى ذلك قبل بداية المباراة من خلال الصورة الجماعية التي جمعت لأول مرة منتخبي المغرب والجزائر، وأثناء المباراة عبر غياب مظاهر النرفزة والتدخلات العنيفة، وبعد انتهاء المباراة في ما يخص مواساة لاعبي المنتخب المغربي للزملائهم الجزائريين بعد الإقصاء من المنافسة وعدم التأهل إلى كأس العالم.

منصف اليازغي ــ باحث متخصص في السياسة الرياضية

الصور والقيم المسجلة في مباراة أمس لمنتخب أقل من 17 سنة غير مألوفة لدى الجماهير الكروية في ما يخص المنافسة الرياضية بين المغرب والجزائر والتي غالبا ما تكون متأثرة بما هو سياسي، وهو ما يطرح السؤال حول هذا التغير الملحوظ، خاصة في ما يخص تعامل فئة من “الجزائريين” مع المغاربة.

الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية؛ منصف اليازغي، يرى أن هذه الأحداث انطلقت قبل سفر المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة إلى الجزائر، حيث أن الجامعة الملكية المغربية لم تخرج بأي تصريح ولم تدخل في النقاش المثار حول غلق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية، وحتى بعد تدخل “الكاف” و”الفيفا” وتخصيص طائرة خاصة لم يصدر عن الجامعة المغربية أي رد فعل عن انتصارها في الصراع. كل ما كان هو لقاء رئيس الجامعة مع اللاعبين من أجل دعوتهم إلى تشريف الراية الوطنية.

وأوضح اليازغي الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن المغرب أبدى حسن نيته منذ البداية ولم يصدر عنه أي تصعيد، ونفس الشيء بالنسبة للجهات الرسمية الجزائرية، بعيدا عن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، حيث لم يصدر عن الجزائر الرسمية أي تعليق مسيء، مضيفا أنه في ما يتعلق بالإستقبال الذي خصص للبعثة المغربية فلم يسجل قط في ظل الصراع بين البلدين، أن طرفا مارس أشياء غير معتادة في استقبال الطرف الآخر؛ باستثناء ما حصل مع الوفد الإعلامي المغربي في الألعاب المتوسطية، مشددا في السياق ذاته على أن الإستقبال الذي حضيت به البعثة المغربية عاد جدا، ولا يمكن تصور القيام بتصرفات صبيانية من طرف أحد البلدين ضد الآخر.

وبخصوص الأجواء الرياضية التي طبعت المباراة، أكد المتخصص في السياسة الرياضية أن السبب في ذلك هو التصريحات التي كان يدلي بها مدرب المنتخب المغربي؛ سعيد شيبا، في كل ندوة صحفية، حيث كان ينهج نهجا دبلوماسيا في أجوبته على أسئلة الصحافيين ويرد باحترافية تاما كأنه غير معني بالخلاف بين المغرب والجزائر؛ خاصة أن هناك بعض الأسئلة المستفزة، مبرزا أن شيبا أسهم في تهدئة الوضع بشكل كبير إلى درجة أن بعض وسائل الإعلام التي كانت متشنجة قبل البطولة تناولت تصريحات المدرب المغربي بعد ذلك بنوع من الإشادة، ما أسهم في خفض منسوب الشحن الذي سبق المنافسة.

“الصورة التي جمعت المنتخبين ققبل المباراة أعطتنا صورة على ما يجب أن تكون عليه السياسة بين المغرب والجزائر، وما يجب أن تكون عليه المبادلات التجارية والإقتصادية، وما يجب أن تكون عليه العلاقة الثقافية بين البلدين”، يسترسل المتحدث، مستدركا “الخطوة المذكورة قدمت صورة طيبة للجماهير على أن المغاربة والجزائريين شعب واحد”.

وخلص اليازغي إلى التأكيد على أن التقاط الصورة الجماعية قبل بداية المباراة أعطى نفسا آخر للمنافسة، حيث لم تشهد المباراة تدخلات عنيفة من الطرفين، مبرزا أن اللاعبون المغاربة احترموا بدورهم الجماهير الجزائرية، حيث لم يقدموا على أي فعل استفزازي وهم يسجلون الهدف الأول، والثاني ثم الثالث، بل كانوا يمارسون حقهم في الفرح دون استفزاز الآخرين، وهو ما ينطبق كذلك على الطاقم التقني والمدرب شيبا الذي كان هادئا جدا، وبناء على كل ما سبق، يمكن القول إن الصغار أعطوا دروسا للكبار ويجب على الجميع أن يستفيذ، خاصة أن الأزمات عابرة كالسحاب والعلاقات هي التابثة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
11 مايو 2023 21:04

Normal. Noys n’avons aucun problème avec les roumains.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x