2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ترأس الملك محمد السادس، مساء أمس الّإثنين 15 ماي 2023، بالقصر الملكي بالرباط، حفل تقديم نموذج سيارة أول مُصنع مغربي، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، وهما مشروعان مبتكران من شأنهما تعزيز علامة « صنع في المغرب »، وتدعيم مكانة المملكة كمنصة تنافسية لإنتاج السيارات.
وشكل تقديم النموذج الأولي للسيارة تابع لشركة “نيو موتورز “، وهي شركة برؤوس أموال مغربية، والنموذج الأولي لمركبة الهيدروجين » لشركة “نامكس “، الذي أطلق عليه اسم مركبة الهيدروجين النفعية HUV (Hydrogen Utility Vehicle)، (شكل) مثار تساؤلات عريضة عن مدى واقعية تحقق حلم ركوب المغاربة على هذه السيارة النفعية الموجهة للعموم، وما إن كانت أسعارها ستكون في المتناول.
وفي هذا الصدد أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، علي بوطيبة، أن “تحليل مثل هذه الأحداث من الناحية الاقتصادية يتم على المدى البعيد، وحينها نتحدث عن التصنيع، وهو ما يسمى بتحليل شومبتير الذي يقول إن تاريخ الأمم يسير مثل عنقود العنب، أي عنقود تكنلوجي، أي أن كل دولة صنعت تكنلوجيا جديدة تحكم على العالم لمدة 50 سنة على الأقل”.
وأكد بوطيبة في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “ما وقع في كورونا هو أننا أصبحنا نعتمد على التكنلوجيا النظيفة، فهناك تقنيات التواصل، والنانو تكنلوجيا، حيث نغير الجينات، وكان انعكاس هذه التكنلوجيا هو فيروس كورونا الذي أوقف العالم وهو ما لم تستطع الحرب العالمية أن تقوم به، وهنا نتحدث عن الدولة التي صنعت الفيروس والدولة التي صنعت مضاده، والمغرب كان سباقا قبل فرنسا في هذا المجال”.

ويرى بوطيبة أن “المغرب انخرط في المستقبل، أولا في كورونا، كونه كانت لديه سياسة ناجحة، ونجاحات كورونا بدأنا نجني ثمارها الآن، وثانيا من خلال هذه السيارة”.
وعن مدى واقعية تحول حلم هذه السيارة إلى واقع، أكد المتحدث أن “المغرب دخل فعليا الآن إلى نادي الهدروجين الأخضر، ما يعني أن المغرب ضمِن مستقبله في الصناعة، وألفان في المائة إذا لم نستطع بيع السيارة فلدينا براءة اختراع السيارة التي تتوفر على الأقل على 47 ألف قطعة، أي 47 ألف براءة اختراع”.
وشدد الخبير الاقتصادي أنه “ليس مُهِمّا بيع السيارة بقدر ما يهم أننا متواجدون في مجال الهيدروجين، فبعدما بصم المغرب اسمه في السيارات الكهربائية ها هو اليوم يضعه في سيارات الهيدروجين، وهذا سيجلب استثمارات، من السعودية وألمانيا وغيرها، ومستقبلا سيتم إنشاء محطات خاصة، وبعدها ستباع سيارات الهيدروجين، علاوة على تدريس الطلبة كيفية تصنيعها”.
وعن سؤال “آشكاين” عن إمكانية توفير هذه السيارات ومادة الهيدروجين بثمن مناسب للعموم، أكد بوطيبة “أنه عادة عندما تكون هناك رعاية ملكية لمثل هذه المشاريع فلا يمكن أن يكون الثمن مرتفعا، ومثالا على ذلك كان الجميع يتكهن بأن القطار فائق السرعة (TGV) سيكون بسعر باهظ، لكن الحقيقة اليوم هو أن أرخص تذكرة لهذا القطار هو المغرب، علاوة على اللقاح الذي كان يقال أنه سيكون بأثمنة تناهز 400 درهم، لكن في الأخير أخذه الجميع بالمجان، ما يعني أنه عندما تكون هناك إرادة ملكية فلا خوف”.
وخلص إلى أن “السعر غير معروف لحد الآن، لكن المؤكد أنه سيكون متاحا لجميع المغاربة، لكن الأكيد أن السعودية ضمن هذا المشروع، حيث أن المغرب سيصبح منصة لتصنيع سيارات الهيدروجين الأخضر أو تصدير أجزائه للعالم، نظرا لتوفره على براءة الاختراع، ما يعني أن هناك تحالفا بين آسيا عبر السعودية و بين ألمانيا”.
المشكل سيكون في البداية هو جاهزية المحطات التي تزود بالهيدروجين، ولكنها فكرة رائدة لو اقتصرت على السيارات الاقتصادية في المغرب كانطلاقة اولية.