2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بورتري.. جايمس مكباي و سحر المُوناليزا المغربية

“بورتري”،.. سلسلة تطل عليكم من نافذتها صحيفة “آشكاين” كل أسبوع، و تشارككم “بروفايلات” شخصيات طبعت تاريخ المملكة بإنجازاتها وإرثها الثقافي والاجتماعي كل من مجالها، تأخذكم السلسلة في جولة عبر تاريخ المغرب لنتعرف و إياكم على الشخصيات البارزة التي ساهمت في صناعة التاريخ الوطني وساهمت في تطوير إرث المجتمع المغربي.
ألهمت مدينة طنجة عددا كبيرا من الكتاب والرسامين والموسيقيين والفنانين بجميع تلاوينهم، مغاربة كانوا أو وافدين، منذ سنين طنجة الدولية التي كانت قبلة للعديد من الأجانب آنذاك، منهم من عاش فيها فترة من الزمن، ومنهم من عاشت هي فيه وفضل أن لا يغادرها.
“بورتري” تعرفكم اليوم، بالرسام العالمي جايمس مكباي، أحد أولئك الفنانين، الذين زاروا طنجة، فوجدوا أنفسهم ينجذبون لها مثل المغناطيس أينما حلوا وارتحلوا، فبعدما زارها أول مرة سنة 1912، وجد نفسه يعود لها مرة أخرى سنة 1932 ويشتري منزلا أيضا.
- حياة مكباي وعشقه للمغرب
اشتهر الفنان الاسكتلندي جيمس مكباي، الذي ولد سنة 1883، في نيوبورج اسكتلندا، وتوفي سنة 1959 بمدينة طنجة، (اشتهر) في عشرينيات القرن الماضي، في كل من أوروبا والولايات المتحدة والمغرب، بفضل رسوماته المنقوشة، وهي تقنية كانت في ذلك الوقت في أوج شعبيتها والتي اشتهر بها، رامبرانت الذي كان مكباي متأثرا به.
وأصبح مكباي فيما بعد رسامًا موهوبًا في الرسم بالصباغة المائية، ورسام بورتريهات مطلوب، كما تم التعرف على براعته على نطاق واسع في زيوته على القماش مع لمسة ما بعد الانطباعية، مما جعله يعتبر ببراعة سيزان أو ماتيس.
وقع مكباي في حب المغرب من رحلته الأولى في عام 1912، إذ سيشتري منزلاً في طنجة حيث سيقضي المزيد والمزيد من الوقت على مر السنين والذي سيصبح موطنه الحقيقي. وقد ووري الثرى عام 1959 على ممتلكاته المطلة على مضيق جبل طارق، ويحمل قبره نقشًا باللغة العربية: “أحب المغرب”.
وتمثل أعمال مكباي “المغربية”، التي يعتبرها الكثيرون من بين أفضل أعماله، الأماكن والأشخاص الذين أحبهم، والمناظر الطبيعية، ومشاهد الشوارع ، والأسواق، والصور، في طنجة أو تطوان أو أصيلة في شمال المملكة، وفي مراكش جنوبًا، و في ورزازات أو في جبال الأطلس.
وشأنه شأن العديد من الرسامين، لم تشتهر أعمال مكباي بشكل كبير إلا بعد وفاته، ومن أبرز الأعمال التي عمل عليها خلال استقراره بمدينة طنجة، لوحة شهيرة لصديقة للعائلة تدعى “الزهرة”.
- الزهرة.. الموناليزا المغربية
هناك بين أروقة متحف المفوضية الأمريكية بطنجة، تحس وكأن لوحة لشابة ترتدي فستانا تقليديا وردي اللون، تراقبك خلال تحركاتك. اللوحة التي اشتهرت بسبب عينيها اللتان يعطيانك انطباعا بأن اللوحة حية وتراقبك، هي أحد أشهر أعمال الرسام الاسكتلندي جايمس مكباي، والتي اشتهرت باستعماله لتقنية مشابهة لتقنية الفنان دافينشي “الموناليزا”، لرسم العينين.
اللوحة هي بورتريه لصديقة عائلة مكباي، شابة من طنجة تدعى الزهرة، والتي لازالت بعد ستين سنة شاهدة على لقائها بالأسرة.
الزهرة الآن هي جدة فخورة، وقد تعززت علاقتها الأمريكية التي بدأت منذ سنوات (كان جيمس مكباي متزوجًا من الأمريكية مارغريت لوب ماكبي)، حيث تعيش الزهرة في الولايات المتحدة الأمريكية رفقة أبنائها وأحفادها، ولاتزال زائرا منتظما لمدينة طنجة.

- “الزهرليزا” بطلة رواية
أحيا الروائي المغربي عبد الواحد أستيتو لوحة جايمس مكباي “الزهرة”، سنين بعد رسمها، بعدما جعلها نواة روايته التفاعلية الشهيرة “على بعد ميليتر واحد”، والتي تتمحور حول بطل يصارع الزمن لتبرئة نفسه من تهمة سرقة لوحة “الموناليزا المغربية” أو “الزهرة ليزا” كما أسماها الكاتب في روايته.
الرواية التي اعتبر فيها الكاتب لوحة “الزهرة” للرسام الاسكتلندي جايمس مكباي، من التراث الطنجاوي والمغربي، أعادتها (اللوحة) إلى الواجهة بعدما كانت في طيات النسيان، وسافرت بها إلى بقاع العالم، بعدما نالت روايته جوائز مرموقة.
١

أحسنتم نشر
وختيركم لهكذا مواضيع في محاولة لتجديد قيمة الأثار المدينة في نفوس أبنائها