يغيب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن القمة العربية، المزمع أن تنطلق أشغالها، الجمعة، بمدينة جدة السعودية، بعد أن كان مقررا حضوره بشكل رسمي، قبل أن يغير رأيه في اللحظات الأخيرة و يكلف الوزير الأول الجزائري، أيمن عبد الرحمان، لتمثيله.
وربطت مصادر إعلامية متطابقة، غياب تبون عن القمة العربية 32، بخلافات بين الرياض والجزائر، حول العديد من القضايا، أبرزها توجيه الدعوة إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حسب موقع “العربي الجديد”، نقلا عن مصادر وصفها بالمسؤولة.
يرى محمد الغالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن مجموعة من الأطراف حاولت أن تجد المناخ المناسب للقمة العربية في السعودية، بغرض “تجاوز تعثرات” الجزائر، لكن يظهر أن الأخيرة “تحاول أن تؤسس لقطب غير القطب الذي تريده السعودية، باعتبارها الدولة المستقبلة القمة”.
وأبرز الخبير ذاته في حديث لجريدة “آشكاين”، أن السعودية تحاول أن تجد “نوعا من التوافق بين مختلف الدول العربية”، خصوصا وأن القمة الحالية تنعقد مرة أخرى في سياق دولي جد متوتر، وفي سياق تشهد فيه الدول العربية “تشرذما مطلقا”، على غرار الحرب في السودان التي يقودها جنرالان بتوجهات قبلية.
وأوضح الغالي أن ذلك كله يلقي بظلاله على القمة، لذلك فإن “التقاطبات والتجاذبات”؛ التي تعاني منها الدول العربية تؤثر على أي توجه يمكن أن يساعد تضميد جراح الخلافات بين الدول العربية.
ويشدد الغالي على أنه “لا ينتظر الكثير من القمم العربية، خاصة تلك التي تعرف مشاكل ذات طبيعة جيوسياسية، على اعتبار أن الجيوسياسي لا تتحكم فيه الدول العربية بل القوى الكبرى”.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه “حتى الحد الأدنى الذي يضمن نوعا من الوشائج و رحابة الصدر في تبادل السلام وغير ذلك مفقود”؛ نظرا “للاعتبارات المذكورة أعلاه، فما بالك تحقيق تقدم أو أي اختراق في الملفات الكبرى المطروحة”.
وأبرز المتحدث أن”هناك دائما مشاكل في العراق في سوريا، مشاكل السودان وليبيا، كما لا يجب نسيان مشاكل تونس والصومال، وأيضا الاختراق الإيراني الذي يزال مطروحا بقوة والذي يستطيع أن يتكيف ويغير جلدته بين الفينة و الأخرى” ، مبرزا أن كل “هذه المشاكل مجتمعة تؤثر بشكل كبير على أي مسار إيجابي للقمة العربية”.
Les petits pays s’intéressent toujours aux dirigeants des grands pays. Et oublient les leurs….
قمم الشقاق والنفاق والفسحة والاطباق.