مُعتضد: أي تقـــدُّم إيجابي و انفتاح سياسي بين الرباط و طهران رهينٌ بتصحيح الخلاف العقائدي بين البلدين (حوار)
كان المغرب من بين الدول الفعالة في الإجتماعات التحضرية للقمة العربية المنظمة أمس الجمعة بالمملكة السعودية، وهي الإجتماعات التي بحثت التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تطور الاتفاق بين المملكة العربية السعودية و إيران، المبرم شهر مارس الماضي.
وخلال البلاغ الختامي للقمة الـ 32 بجدة، أكدت الدول العربية بخصوص العلاقات بينها وبين إيران، على ضرورة أن تكون هذه العلاقات مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة فيها.
وبناء على البلاغ الختامي للقمة العربية والاتفاق بين المملكة العربية السعودية و إيران، تطرح علاقة ذلك بالمصالح المغربية خاصة في ما يتعلق بالصحراء المغربية، هل سيكون لهذه التطورات تأثير على مصالح المغرب؟ وهل يمكن أن يسفر ذلك على اعتراف إيران بمغربية الصحراء أو على الأقل وقف تمويل البوليساريو كخطوة أولى؟ وكيف يمكن أن يكون مستقبل العلاقات المغربية الإيرانية في ظل هذه التطورات السياسية؟
من أجل مناقشة ذلك، تستضيف الجريدة الرقمية “آشكاين” في فقرة “ضيف السبت” لهذا الأسبوع، الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية؛ هشام معتضد.
في ما يلي نص الحوار:
بداية، هل يمكن أن يكون للإتفاق الإيراني السعودي تأثير على المصالح المغربية؛ خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء؟
لا أعتقد أن يكون للاتفاق الإيراني السعودي تأثير على المصالح المغربية، لأن مصالح الرباط الاستراتيجية تدبر انطلاقا من الرؤية و التوجهات السيادية التي تعتمدها القيادة في المغرب بعيدًا عن أي حركية سياسية خارجية للرياض أو تحولات ظرفية إقليمية تهيمن على الدبلوماسية السعودية.
علاقة الرباط بالرياض تؤطرها مجموعة من الإتفاقيات الإستراتيجية على المستوى الثنائي، بالإضافة إلى عدة بروتوكولات للتعاون السياسي بين البلدين انطلاق من علاقة المغرب مع مجلس التعاون الخليجي، وهذه الهيكلة في بناء العلاقات بين المملكة المغربية و العربية السعودية تحصن إلى حد كبير نوعية العلاقة بين البلدين و مصالح كل منهما، بعيدًا عن الحسابات الجيوسياسية لكل بلد.
(مقاطعا) كيف يمكن ذلك؟
المملكة العربية السعودية قد تستغل اتفاقها الثنائي مع طهران من أجل البحت عن تقريب وجهات النظر بين إيران والمغرب لإيجاد حل سياسي يضمن للرباط الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة من جهة، و مساعدة طهران على تحسين صورتها السياسية على المستوى الإقليمي من جهة أخرى.
رغم الترويج السياسي و الإعلامي للإتفاق السعودي الإيراني على كونه تغييرا قيميا قادم في ديناميكية العلاقات الخليجية أو حتى العربية، إلا أن هذا المعطى الاستراتيجي تجبُ قراءته في سياقه الجغرافي وانطلاقًا من محددات مبدئية تخص بالأساس الحكام السعوديين الذين اختاروا إعادة النظـر في مقاربة تدبير سياستهم الخارجية و طريقة تبني منهجيتهم الدبلوماسية.
طيب، وكيف ترى مستقبل العلاقات المغربية الإيرانية في ظل هذه التطورات السياسية؟
مستقبل العلاقات المغربية الإيرانية مرتبطة أولًا بمدى رغبة الرباط الانخراط في رؤية وضع طهران ضمن خريطة سياستها الخارجية، و ثانيا إلى أي حد إيران مستعدة لاحترام مبادي و قيم السياسية الخارجية للرباط و التي تضع احترام التوجهات السيادية و احترام الوحدة الترابية و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان على أولويتها السياسية على المستوى الخارجي.
خلاف المغرب و إيران إيديولوجي و فكري أكثر منه دبلوماسي أو سياسي محض، لذلك فأي تقدم إيجابي أو إنفتاح سياسي في العلاقات الثنائية بين القيادة في الرباط و طهران لابد أن يصحح الخلاف العقائدي بين البلدين وأن يؤسس لمنصة صلبة تضع الواقعية الفكرية في صلب المحادثات بين مسؤولي البلدين.
القول بان الاختلاف ايديولوجي و فكري تعمد در الرماد في العيون لاننا طبعنا مع إسرائيل و هناك اختلافات….!! و نتعامل مع الغرب و هناك اختلاف عقائدي…و….المصلحة و التوافقات…و اظنني لن أخطئ ان قلت اننا تجاوزنا التكوين الأكاديمي العقدي ان لم أقل السنوي لان كل ما عرفناه لم يعد له موطئ قدم!!
لم يحدث ان كان الخلاف العقائدي بين المسلمبن يؤدي الى مشاكل او يهدد التساكن والتعايش بين الشيعة والسنة على مر العصور، إلا يوم اختلط الدين بالسياسة واصبح دين الدولة هو نفسه دين العبادات.