لماذا وإلى أين ؟

السيد لقجـــع.. من هُــم المُـتآمرون على مُــنتخَبِنا الوطـــني؟

أمام فتيانٍ يحلمون بالكثير في عالم كرة القدم، مراهقين مزهوين بإنجازهم، غير المسبوق، بوصولهم لنهائي كأس أفريقيا لفئتهم، الأقل من 17 سنة، والذي كادوا أن يظفروا به، خرج المسؤول الأول عن كرة القدم في المغرب، فوزي لقجــع، ليطلق تصريحاتٍ تزعزع ثقتهم في أنفسهم وتعكر صفو فرحة المغاربة بالإنجاز المحقق في قلب بلد يكن نظامه لبلدنا  العداء.

فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال حفل استقبال طاقم ولاعبي المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، أخبر أعضاء الفريق أن “لا أحد كان يتوقع أن يصل المنتخب الوطني المغربي للكبار إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022″، وأكد لهم أنه “لولا الظروف الرياضية و اللارياضية المحيطة بمباراة فرنسا لكان المنتخب الوطني المغربي طرفا في نهائي كأس العالم”.

بالإضافة إلى خطورة التصريح على التكوين البسيكولوجي لهؤلاء الفتية الواعدين في عالم كرة القدم، وما سيخلفه لديهم من أثر بخصوص تصورهم لكيفية لعب المباريات المسابقات القارية والظولية، ففوزي لقجع، الذي كان يعي أن تصريحه سينتشر انتشار النار في الهشيم، لم يفصح عن أي مؤشر و لم يقدم أي دليل على الظروف التي سماها “اللارياضية” التي طبعت مباراة نصف نهائي مونديال قطر بين المنتخب المغربي ونظيره الفرنسي.

فوزي لقجع، ليس بالشخص العادي الذي لا صلة له بعوالم تدبير اللعبة الأكثر شعبية في العالم حتى يطلق تصريحات من هذا الحجم دون الإدلاء بما يفيد، فهو عضو بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ممثلا عن قارة إفريقيا، وسبق له أن تقلد مجموعة من المهام في العديد من الهيئات واللجان الكروية القارية والدولية، من بينها مهام النائب الثاني لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، و رئيس لجنة المالية بذات الاتحاد، ونائب رئيس لجنة الأندية بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فضلا عن عضويته بلجنة الحكامة بالاتحاد الدولي لكرة القدم.

تصريحات لقجع، العضو في الحكومة المغربية أيضا، تأتي أسابيع قليلة على إعلان الملك محمد السادس، قرار الترشح المشترك للمغرب مع إسبانيا و البرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030. فهل ستكون لهذه التصريحات آثار على هذا الترشح؟ سؤال قد يحتمل الرد بالإيجاب، كما يحتمل الرد بالنفي، لكن الأكيد أن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم سينظرون إلى هذا التصريح باعتباره تشكيكا في نزاهتهم، واتهاما بالتواطؤ، بشكل من الأشكال، ضد المنتخب المغربي لصالح نظيره الفرنسي، وهو ما قد يعكر صفو العلاقات، التي تبدو جيدة بين الفيفا والمغرب.

كما أن كلام لقجع، بهذا الشكل، يغرف من بحر نظرية المؤامرة، ويصور المغرب كأنه بلد مستهدف، وأن سبب كل ما لم نستطع تحقيقه أو النجاح فيه بصورة أفضل،  على الأقل في الرياضة، يعود إلى المتآمرين والمتربصين بنا نحن المغاربة، وهو ما قد يولد لدينا جيلا من المحبطين الذين سيعتقدون أنه مهما فعلوا فلن يصلوا إلى المبتغى بسبب المتآمرين الذين تحدث عنهم المسؤول الأول عن الكرة في المغرب !!!

ربما حاول لقجع أن يستخدم، سياسيا، ورقة انجاز المنتخب المغربي بمونديال قطر 2022، والذي حوله (الانجاز) إلى حصان طروادة، كي يقطر الشمع على فرنسا ماكرون، التي تمر علاقات المغرب معها بأحلك ظروفها، لكن يبدو أنه كما، يقول المثل المغربي، “مشى يكحلها عماها”، وقد ينقلب السحر على الساحر.

لقجع ورط نفسه وورَّط معه المغرب، وأصبح لزاما عليه أن يوضح ماذا  يقصد بكلامه، أو أن يكشف عن هؤلاء المتآمرين على منتخبنا الوطني، الذين حرموا الشعب المغربي من فرحة لعب نهائي كأس العالم، و ربما الظفر به، لولا “تآمر المتآمرين” الذين هم بالتأكيد ليسوا عفاريتَ و تماسيـــحَ !!

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
25 مايو 2023 12:18

لا تحملو كلام لقجع ما لا يحتمل وتعطو لخصوم المغرب دعما معنويا لما قالوه حول تهجم لقجع على حكم مبارة فرنسا، فكل المغاربة يعرفون الظروف اللارياضية التي مرت فيها المبارة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x