
يبدو أن أسطوانة “التماسك الحكومي وأغلبيته” و التي رددهــا على مسامِعنا رؤســاءُ الأغـلبية منذ تشكيل الحكومة، بدأت تتصدع وتنذر بانشقاق سيفجر الأغلبية من الداخل.
فرغــم محاولة الأغلبية ترويــج تماسُك مكوناتها، إلا أنه بين الفينة و الأخـــرى تطفو على السطح خـلافات بين سطور البلاغات والبيانات والمراسلات الموجهة لبعضهم البعض، والتي تكشف المستور و تنذر ببوادر انشقاق للأغلبية التي ما فتئ رؤساؤها يصفونها بـ”المتماسكة”.
مناسبة هذا الكلام، ما جاء في طيات بيان صادر عن الاجتماع العادي لحزب الأصالة والمعاصرة برئاسة أمينه العام، وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، المنعقد أمس الأربعاء 24 ماس الجاري، والذي ظهرت فيه معالم انشقاق غير معلن للأغلبية الحكومية، إذ رغم التقديم الذي حاول فيه “البام” تثمين “ما قامت به الحكومة في قطاع المواشي لاستقبال عيد الأضحى”، إلا أنه أبدى في سطور البيان بوادر خـــلاف صريح للأغلبية الحكومية.
وفي هذا السياق، أكد المكتب السياسي لـ”البام” على “أهمية التواصل الداخلي فيما بين أعضاء الحكومة في تسريع تنزيل الأوراش الإصلاحية، و دعا رئاســـة الحكومة إلى حرصها على تكثيف التواصل الداخلي الناجع بين القطاعات الحكومية، وكذلك الحوار الفعال مع وزراء الحزب”، وهو ما يكشف غياب التواصل بين مكونات الأغـــلبية الحكومية وفق ما أقر به حزب وهبي.
لم يقف الحزب عند هذا الحد، بل تعداه إلى انتقاد السياسة التواصلية للحكومة، في إشارة منه لمنصب الناطق الرسمي باسم الحكومة، حيث أكد الحزب على “أهمية تعميق التواصل الخارجي ما بين الحكومة والمواطنين، والتواصل المكثف لكافة أعضاء الحكومة مع الرأي العام لمحاصرة الإشاعات والأخبار الزائفة، وتمكين المواطنين من حقهم في المعلومة الصحيحة”.
ويثير بيان “البام” عديد التساؤلات عما إن كان هذا يؤشر على بداية انشقاق فعلي للأغلبية الحكومية، أم أن الأمر يتعلق بسحابة خلاف عابرة ستتداركها الأغلبية في قادم الأيام.