
يبدو أن كل الخطوات التي تحاول من خلالها البوليساريو، مدعومة بالنظام الجزائري، التشويش على المغرب، تعود عليها بالسلب، وهو ما انكشف مؤخرا حول الخطوة التي قام بها النظام الجزائري والكيان الإنفصالي، حيث برمجت السلطات المسؤولة على الرياضة بالجزائر مباراة ودية بين نادي مولودية العاصمة وما يسمى “منتخب جمهورية الصحراء” التابع لجبهة البوليساريو بتندوف، في نفس الملعب الذي لعبت فيه مباراة نهائي أشبال الأطلس كأس أمم إفريقيا لفئة الشبان.
حديثنا عن هذا “الفريق الصوري” الذي طفا على السطح بين ليلة وضحاها، جاء بسبب انكشاف أصل إحداثه من خلال ما أكده منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، بأن هؤلاء “اللاعبين” ما هم إلا أطفال كانت الجبهة قد باعتهم لعائلات أوروبية، واستقدمتهم في وقت لاحق لتشكيل هذا “الفريق النكرة”.
وقال منتدى “فورساتين” إن “جبهة البوليساريو عبر شبكاتها وعصاباتها الدولية، باعت مئات الأطفال الصحراويين لعائلات أوروبية، وساومت ببعضهم ملفات سياسية وإنسانية، وتاجرت ببعضهم للحصول على مساعدات إنسانية، والتكسب من الرحلات والعطلات الصيفية، لتعزيز حضورها في بعض المناطق بهدف تلقي الدعم المالي والمساعدات الغذائية”.
موردا “عايشنا قصصا كثيرة لأطفال هجروا عن عائلاتهم البيولوجية، وحرموا من آباءهم الحقيقيين، وتبنتهم عائلات اسبانية وكبروا في أحضان آباء آخرين، ومنعوا من زيارة الآباء الفعليين برعاية قيادة جبهة البوليساريو التي أعادت غير ما مرة أطفالا إلى إسبانيا، خوفا من غضب الجمعيات الإنسانية وعلى ما تتلقاه منها من أموال ودعم”.
ولفت الانتباه إلى أن “الجميع تابع مؤخرا فضيحة مباراة بين مولودية الجزائر، وبين فريق قيل زورا أنه منتخب “الجمهورية” ثم لاحقا سمي منتخب “البوليساريو” والبعض سماه “فريق الغزلان”، وخلق ضجة كبيرة داخل المخيمات، لا مجال لذكرها هنا”..
وأوضح المصدر نفسه أن “غالبية الفريق الذي جيء به ليمارس السياسة وليس للعب الكرة، وأشرف على مجيئه ما يسمى “سفير البوليساريو” بالجزائر لتطبيق خطة جزائرية واضحة، فجيء بلاعبين هواة من إسبانيا وآخرين من تندوف، وتم مراعاة جلب من يلعب دون مشاكل ويفعل ما يطلب منه ولا يهتم لما يحدث في المخيمات ولا يمارس السياسة ولا غيرها” .
وشدد على أن “أفضل حل اختارته الجبهة، هو جلب بعض الأطفال الصحراويين الذين كبروا بين عائلات إسبانية، خاصة منهم من انقطعت اخبارهم وانغمسوا في حياة جديدة بعيدا عن أي شيء، لكن شاءت الأقدار أن ينفضح الأمر ويكون وصمة عار جديدة في جبين جبهة البوليساريو و دليلا آخر على ماضيها وحاضرها السيء وانتهاكاتها الجسيمة في كل المجالات”.
وتابع أن “أحد لاعبي الفريق “تحت الطلب”، الذي لعب ضد فريق مولودية الجزائر، وصاحب الهدف الوحيد ضدها، شاع إسمه وتداولته الألسن، وانتشرت صوره في المخيمات، ليتبين أنه الشاب الصحراوي “مصطفى عثمان ” الذي غادر المخيمات قبل 20 سنة، وحرم من عائلته و من زيارتها، وظل بعيدا يعيش في اسبانيا، محروما من والديه البيولوجيين” .
وخلص إلى أنه “بعد معرفته، ومعرفة عائلته، جرت بعض الاتصالات و التدخلات، لتمكين عائلته من رؤيته خوفا من افتضاح هذا الأمر، وتسليط الضوء على هذا الانتهاك الجسيم، ليتمكن هذا الشاب من تحقيق معجزة بعدما حصل على إذن خاص بزيارة عائلته داخل المخيمات، و زيارة والديه بعد مضي 20 سنة من الفراق والحرمان “.
وكان النظام الجزائري قد وجد خطة للتشويش على “أشبال الأطلس” مباشرة بعد انتهاء مباراة نصف النهائي التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره المالي بإعلان تأهل “أشبال الأطلس” إلى المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا لفئة الشبان، حيث برمجت السلطات المسؤولة على الرياضة بالجزائر مباراة ودية بين نادي مولودية العاصمة وما يسمى “منتخب جمهورية الصحراء” التابع لجبهة البوليساريو بتندوف.
وكان منتخب المغرب تحت 17 سنة قد حل في المركز الثاني في بطولة أمم أفريقيا، بعد خسارته أمام نظيره السنغالي، بهدفين لواحد في المباراة الختامية على ملعب “نيلسون مانديلا” في الجزائر، التي احتضنت البطولة في الفترة الممتدة بين 29 إبريل الماضي و19 ماي الحالي.