لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة يرصدُ آثـار احتجاج المغرب لدى الاتحاد الأوربـي على مـغربية سبتة و مليلية

احتج المغرب  رسميا على الاتحاد الأوروبي، عبر وزارة الخارجية، يوم 17 ماي الجاري، ضد التصريحات المتكررة لنائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، حول كون مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين هما حدود أوروبا مع شمال افريقيا، وفق ما نقلته صحيفة ”الباييس” الإسبانية.

ويثير احتجاج المغرب بشكل رسمي على مغربية سبتة و مليلية الكثير من التساؤلات عن  انعكاسات عمل اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة، وهل سيؤثر ذلك على موقف إسبانيا تجاه الحكم الذاتي خاصة أنها ظلت تتشبث بإسبانية المدينتين.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخـبزة، أن “إثارة هذا النوع من المواضيع ستبقى مطروحة في كل مرة، بالتالي يمكن أن نتوقع هذا النوع من التصريحات في كل مناسبة، وليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الموضوع أو يقوم فيها مسؤول إسباني أو أوروبي بإثارة الموضوع”.

وأشار بوخبزة في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن هذا الأمر “كان في ما مضى محط نقاشات رسمية على مستوى المؤسسات الرسمية، خاصة في مرحلة تحديد حدود شنغن، حيث أثير موضوع الوضعية القانونية لسبتة و مليلية، وكان هناك حسم أوروبي بأن المدينتين لا تندرجان ضمن الحدود الجنوبية للاتحاد الأوربي”.

أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

وشدد على أن هذا الأمر ليس جديدا ويجب أن نتوقع إمكانية إثارته، خاصة أننا نعلم أن هناك تصاعدا لبعض التنظيمات السياسية اليمينية التي تغالي في إثُارة هذا النوع من المواضيع، بالخصوص بإسبانيا مع حزب فوكس”.

وتابع الخبير في العلاقات الدولية أن “المطلوب  من المغرب هو أن يظل حريصا على التنبيه وعلى وضع النقط على الحروف، وبالمقابل أن تظل هناك أصوات تطالب باسترجاع سبتة و مليلية، لكي يكون هناك نوع من التوازن بين الطرفين، فطالما أن هناك أطراف في الضفة الأخرى تطالب بإدراج المدينتين ضمن الاتحاد الأوربي، فيجب أن يكون  من جهة أخرى أطراف مغربية تكون حريصة جدا على استغلال أية فرصة لإثارة مستقبل المدينتين”.

ولفت الانتباه إلى أنه “على المستوى الرسمي هناك قواعد تحكم التصريحات الرسمية للدولتين، وهناك أجندات يتم ضبطها ومصالح يتم تدبيرها وفق معطيات معينة، تمنع في كثير من الأحيان إثارة بعض الملفات العالقة وخاصة منها مستقبل سبتة ومليلية، ما يعني أنه يجب أن تكون هناك أصوات مغربية ملحة، ولما لا أن يتم إثارة الأمر داخل المؤسسات التي فيها المغرب ممثلا، مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والبرلمانات، وغيرها،  ما يعني أنه يجب أن يكون هناك حرص على إثارة مستقبل المدينتين”.

واستبعد العمراني أن يكون لهذا الاحتجاج المغربي على تصريحات المسؤول الأوروبي حول سبتة و مليلية، انعكاسات على عمل اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة، ولا حتى على موقف إسبانيا تجاه الحكم الذاتي.

ويرى محدثنا أن “الكل الآن أصبح يتفهم الإكراهات التي يوجد عليها كل طرف، وفي السياق الحالي نعلم أن الحكومة الإسبانية هي في وضعية لا تستعدي ذلك، بحكم نتائج الانتخابات المحلية وأن هناك انتظار لإجراء انتخابات سابق لأوانها، فمن الأفضل أن لا يكون هناك إحراج للحكومة الإسبانية الحالية”.

وخلص إلى أنه “معلوم أن الانتخابات الإسبانية من المحاور التي تثار بقوة في الحملة الانتخابية الإسبانية هو العلاقات مع المغرب، ما يعني أن المغرب يجب أن يكون حريصا جدا على التعامل بذكاء مع الحكومة الإسبانية في السياق الحالي، وأن لا يكون هناك ضغط إضافي عليها، طالما أنه لن يحقق أي طرف إسباني أي اختراق على مستوى هذا الملف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x