لماذا وإلى أين ؟

مُــفاجآت قد تقلبُ موازنين الانتخابات التشريعية الاسبانية

في خطوة غير منتظرة، أو بالأخرى كانت مؤخرة، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيذرو سانشيز، اليوم الإثنين 29 ماي الجاري، عن حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة قبل موعدها المحدد.

وجاء قرار سانششيز بعدما تلقى حزبه “الاشتراكي العمالي”، هزيمة مدوية، وفق ما أظهرته نتائج فرز نسبة 90 في المائة من أصوات الناخبين، يوم أمس الأحد، حيث فقد الاشتراكيون حتى بعض معاقلهم الانتخابية مثل فالنسيا، لصالح الحزب الشعبي اليميني المعارض.

قلب الموازين

هذه الانتخابات المرتقبة وإن كانت ظاهريا تبدو أنها ستكون لصالح حزب “فوكس” المحسوب على تيار اليمين المتطرف، وأن الخاسر الأكبر منها هو حزب “بوذيموس” المحسوب على تيار اليسار المتطرف، إلا أنها تخفي في طياتها الكثير من المفاجآت التي قد تقلب الموازنين، خاصة مع صعود الحزب الشعبي اليميني المعارض.

واستبشر النظام الجزائري ومعه جبهة البوليساريو الإنفصالية بصعود الحزب الشعبي اليميني المعارض على حساب الحزب الاشتراكي العمالي الذي حل بالمركز الثاني في هذه الانتخابات المحلية، والتي تعتبر مقياس الانتخابات التشريعية المقبلة، في 23 يوليوز 2023،  إلا أن مراقبين يرون أن “صعود الحزب الشعبي اليميني المعارض سيعود بالنفع على المغرب وعلى مواقف إسبانيا تجاه المملكة وقضاياها”.

ركيزة مغربية بالحزب الشعبي

ما لا يعرفه الكثيرون  عن الحزب الشعبي اليميني المعارض أنه يعتمد على ركيزة مغربية، بل ويصفه الحزب داخليا بـ”الاستراتيجي العظيم”، ويعول عليه في تسوية وضعيته المهزوزة داخليا بعد النجاحات السياسية التي حققها هذا المغربي.

حديثنا هنا عن رئيس المجلس الوطني للحزب الشعبي، المغربي ابن مدينة العرائش الياس بندودو بن الصايغ، والذي تم تعيينه، في 31 مارس 2022 بمدينة إشبيلية ، خلال مؤتمر إستثنائي منسقا عاما للحزب الشعبي الإسباني، وهو حزب محافظ ليبيرالي .

رئيس المجلس الوطني للحزب الشعبي، المغربي ابن مدينة العرائش الياس بندودو بن الصايغ

وأصبح بندودو،  المنحدر من مدينة العرائش واليهودي الديانة، بهذا المنصب الرجل الثالث داخل الحزب الشعبي الإسباني، كما أنه من أبرز منظري الحزب الشعبي، كما يعتبر “الاستراتيجي العظيم” لهذا الحزب .

وحسب ما توافر من معلومات عن بن دودو، فقد كانت له مسيرة مهنية قوية داخل الحزب الشعبي، حيث تم انتُخابه في 34 من عمره رئيسًا للحزب الشعبي في مالقة، كما أن الحزب الشعبي عول عليه كثيرا، من أجل ترتيب بيته الداخلي المضطرب مؤخراً، بغية تحقيق نتائج إيجابية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

مسمار في نعش الانفصال

واعتبر مراقبون للشأن الإسباني أن “الأصول المغربية لأحد أعمدة الحزب المتصدر للمشهد السياسي الحالي بإسبانيا، والذي يرتقب أن يكون كذلك في الانتخابات المقبلة، التي أعلن عنها سانشيز، قد يكون حافزا لتوطين مواقف إسبانيا الجديدة تجاه ملف الصحراء المغربية والقضايا المشتركة بين المملكتين الإيبيرية والمغربية، وسيكون بمثابة آخر مسمار في نعش الانفصال بإسبانيا الرسمية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x