لماذا وإلى أين ؟

البجــوقي يتوقّع تغييرا في ”الشكليات” بين المغرب و إسبانيا بعد اكتساح اليمين للإنتخابات

دفعت الهزيمة المدوية التي مُني بها حزب رئيس الحكومة الإسبانية بيذرو سانشيث في الانتخابات المحلية والإقليمية، إلى إعلان الأخير حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

ونال اليمينيون واليمينيون المتطرفون حصة الأسد في نتائج الانتخابات التي أعلن عنها الأحد الماضي، فيما فقد الاشتراكيون حتى بعض معاقلهم التاريخية، ما دفع سانشيث إلى تقديم موعد الانتخابات التي ستفرز رئيسا جديدا للبلاد، بإجرائها يوم 23 من شهر يوليوز المقبل عوض انتظار نهاية السنة كما كان مقررا.

هذه التطورات السياسية ستلقي بظلالها على العلاقة الوطيدة التي باتت تجمع المغرب وإسبانيا، بعد تحول جذري وتاريخي في موقف مدريد؛ خلال عهد سانشيث؛ من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل للنزاع، إسوة بالعديد من الدول الكبرى الأخرى.

لتحليل المتغيرات السياسية التي تشهدها الساحة الإسبانية في الوقت الراهن وتأثير ذلك على العلاقات بين الرباط ومدريد، استقت جريدة ”آشكاين” رأي عبد الحميد البجوقي، الباحث المغربي المقيم بمدريد و المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية.

تأثير صعود اليمين على المغرب

في رأي البجوقي، فإن صعود اليمين (الحزب الشعبي) إلى رئاسة الحكومة في إسبانيا ولو بالتحالف مع اليمين المتطرف (فوكس)، لن ”يؤثر في تقديري على العلاقات المغربية الإسبانية”.

كما أن وصول اليمين إلى السلطة في الجارة الشمالية للمملكة، لن ” يؤثر في القرارات الاستراتيجية التي اتخذت من قبل حكومة بيذرو سانشيث”. يوضح الخبير في الشأن الإسباني عبد الحميد البجوقي.

واستطرد المتحدث بقوله أنه قد تقع مُتغيرات في أوجه تدبير هذه القرارات أو في صيغتها أو في بعض الشكليات، لكن ”في العمق لا يمكن أن يتم ذلك ولم يُعبر عنه، خصوصا أمام زعيم معروف باعتداله ورزانته ووسطيته”، في إشارة منه إلى رئيس الحزب الشعبي آلبيرتو نونيّيث فيخو، الذي كان رئيسا سابقا لجهة غاليسيا لأربع ولايات.

وأكد، متحدثا لـ ”آشكاين”،  أن السياسية الخارجية لإسبانيا ستستمر كما كانت، ومع المغرب بالخصوص، ستبقى بالشكل الذي عليها الآن.

متغيرات في المشهد الإسباني بقيادة اليمين

يرى البجوقي أن الفوز الكبير و”غير المنتظر”، للحزب الشعبي المعارض، بمثابة الدور الأول للانتخابات التشريعية القادمة، مبرزا أن السجال السياسي في الانتخابات المحلية و الإقليمية التي شهدتها إسبانيا، كان وطنيا منه أكثر محليا، مما أعطى هذا الانطباع لدى الناخب الإسباني.

وشدد المتحدث على أن الحزب الشعبي تفوق، خلال الانتخابات الأخيرة بأزيد من 700 ألف صوت على الحزب الاشتراكي العمالي، في حين أن الأخير فاز على غريمه اليميني خلال انتخابات 2019، بما يقرب من مليون ونصف من الأصوات.

وأبرز البجوقي أن هاته الانتخابات تشكل ضربة لتحالف اليسار، وليس للحزب الاشتراكي العمالي الذي أضاف بعض المقاعد في جهات الـ12، رغم أن الحزب الشعبي حصد 8 جهات بأغلبية ”غير مكتملة”، وبذلك لن يستطيع تشكيل حكومات بمفرده في أغلب الجهات باستثناء مدريد، وسيضطر للتحالف مع اليمين المتطرف، وهذا أمر ”محرج” للحزب الشعبي لأنه يُتهم من طرف خصومه على أنه رهينة لدى هذا اليمين المتطرف.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
1 يونيو 2023 14:41

هذه النظرة للمتفائلة لتنائية العلاقات المغربية الاسبانية في ضل تحول المشهد السياسي لصالح الحزب الشعبي مدعوما باليمين المتطرف، لا نقاسمه الراي خاصة ان في عهد هذا الحزب تفجرت قضية صخرة ليلى التي ارادت بها اسبانيا لي دراع المغرب اولا الانقسام داخل التحالف الذي كان يؤتته الحزب الاشتراكي، والتدخل الامريكي لاراجاع الامور الى نصابها، والمغرب اليوم وقد حقق مكتسبات مهمة في قضية الصحراء، لا زالت تخيم على علاقته مع اسبانيا نوع من الضبابية حول قضية سبتة ومليلية وقضية ترسيم الحدود المائية التي لازالت اسبانيا تبدي بعض الانزعاج حولها، واضن ان المغرب سيواجه صعوبات مع هذا الحزب نتمنى ان يكون الوضع الجديد للمغرب مساعدا على حلحلة هذا المشكل، والله المستعان على غدر الجارة الشرقية، واطماع الجارة الغربية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x