لماذا وإلى أين ؟

طبيبة أسنان مُـــزيفة تُحوِّل حُلم مغربية بإسبانيا إلى كابوس (صورة+وثيقة)

“بغيت نصاوب سناني وقلت نصاوبهم فبلادي”،  بهذه العبارة ابتدأت المهاجرة المغربية المقيمة في إسبانيا نجاة زهيد حَكْيَ  قصتها مع ما يمكن أن يوصف بأنه “خطأ طبي” حوَّل حياتها إلى كابوس ومعاناة يومية، بعدما كانت تحلم أن تعالج  جزء يسيرا من طقم أسنانها المتضرر.

وروت نجاة، التي كانت تتحدث لجريدة “آشكاين” بنبرة من الحسرة والأسى على ما طالها جراء عودتها لأرض الوطن بقصد العلاج بأيدي “كفاءات مغربية”، لكنها لم تكن تدري أن هذا سيتحول إلى جحيم يومي مع تشوه في أسنانها، صار يتطلب تدخلا جراحيا من أجل تصحيح خطأ الطبيبة المزيفة التي تم اعتقالها بعدما تبرأت هيئة الأطباء منها و قدمت شكاية ضدها بتهمة انتحال صفة طبيب أسنان بمدينة الدار البيضاء، وتمت متابعة زوجها في حالة سراح.

بداية القصة

بدأت القصة، حسب رواية نجاة التي كانت تحكي لنا وهي متذمرة  مما لحقها من ضرر صحي ونفسي، قبل ثلاثة أشهر من الآن، حينما قررت أن تعالج أضراسها، فلم تجد سبيلا لذلك سوى أن تتواصل مع إحدى صديقاتها التي أرشدتها لابنتها، حيث قالت الأم(صديقة نجاة) “إن ابنتها أحدثت عيادة خاصة ومعها أطباء متخصصون”، وبعدما شكرت الأم ابنتها “الطبيبة” لنجاة، ربطت الأخيرة الاتصال بها وقامت بتصوير أسنانها وبعث الصورة لها لتعرف حجم الضرر وما يتطلبه من علاج، واتفقت معها على أنها ستعود للمغرب من أجل  تقويم أضراسها فقط، بحكم أنها متضررة بشكل كبير.

“اتفقنا على أن تسرع لي العملية لأني أخذت عطلة قصيرة لمدة 15 يوما فقط”، تقول نجاة، وهو ما وافقت عليه “الطبيبة المزورة”، قبل أن تكتشف نجاة أن “العيادة فيها الطبيبة المزورة وصديقتها”، ما هي إلا مدرسة لصناعة الأسنان، حيث أن نجاة كلما استفاقت من التخدير تجد حولها حلقة من التلاميذ يتفرجون على العملية التي تجرى على فم نجاة، وعندما تسأل “الطبيبة” تجيبها بالقول: “راهم غير كايشوفوا ماتخافيش”.

قيح و”جافيل ديال العبار” واعتقال

بعد إجراء “العملية” اكتشفت نجاة أن علامات قيح تظهر على عاج أسنانها فوق مكان تركيب الأسنان، وبعد عرض حالتها على طبيب مختص، أكد لها أنه يلزمها إجراء عملية تكميلية من خلال اقتطاع جزء من لحم فمها (اللهى) وتطعيم المكان المتضرر.

تسترسل نجاة حكيها عن الكابوس الذي تعيشه بقولها إن “الطبيب المعتمد في صناعة الأسنان أكد لها أن الطبيبة لم تجر لها أية عملية صحيحة، ولم تستعمل المسحوق المخصص لعلاج القيح، وأن الجرح والقيح بدأ يصل العظم، وعليها إجراء العملية المذكورة بأسرع وقت ممكن.

“راه بحالا دارت ليك جافيل ديال العبار ماشي برودوي”، تقول نجاة نقلا عن الطبيب الذي أدلى لها بشهادة خبرة اعتمدتها للتقدم بشكاية ضد “صانعة الأسنان” المزورة، وهو ما واجهت به نجاة الطبيبة المفترضة، وطالبتها بمساعدتها للتداوي والتكفل بمصاريف العلاج، لكنها رفضت، وهو ما دفع نجاة للجوء للقضاء، ليتم بعدها اعتقال “الطبيبة” بتهمة انتحال صفة طبيب أسنان.

حسرة وأسى وطول انتظار

“أنا قلت نصايب سناني فبلادي وإلى خسرت الفلوس نخسرهم فبلادي ماشي فالسبنيول، ساعة بلادي مادارت ليا والو هاني باقي كانتسنى 3 أشهر ولم يتم تقديمها”، هي جملة تلخص حجم المعاناة التي تعيشها نجاة منذ إجرائها “العملية الفاشلة”، حيث أنها مازالت تنتظر، حسب قولها أن يتم استدعاؤها لأخذ حقها من الطبيبة المزورة و”تعوضها على أسنانها المدمرة”.

“عندي الطيارة لإسبانيا هاد اليومين ما يمكنش نخلي خدمتي” تستطرد نجاة، التي أكدت أنها تعبت من طول الانتظار في المغرب، وأنها مضطرة للمغادرة لإسبانيا لاستئناف عمليها، وكلفت محاميها للنيابة عنها في هذه القضية التي حولت حلمها إلى كابوس.

أسئلة عالقة

ولعل هذه الحادثة التي لجأت معها نجاة للقضاء كانت من بين حالات أخرى اختارت الصمت بعدما كانت ضحايا لهذه الطبيبة المزورة، إلا أن السؤال المطروح هو لماذا لم تتحرك هيئة أطباء الأسنان للتبرء من هذه الطبيبة في وقت سابق قبل هذا الحادث، ومن هي الجهة التي رخصت لها بفتح مدرسة لتعليم صناعة الأسنان إن كانت أصلا لا تتوفر على دبلوم معتمد؟، ولكن الأخطر هو حجم الخريجين من هذه المدرسة الخاصة التي قد تنتج جيلا مشوها من “الأطباء المزيفين” سيحولون بدورهم حياة ضحايا أخرين إلى كابوس مثلما وقع مع نجاة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x