لماذا وإلى أين ؟

سابقة .. للمرة الثانية في عهد الوزير بنسعيد معرض الكتاب يُفتتح في غياب مُمثلي جهات عليا (صور)

يبدو أن وزير الشباب والثقافة والإتصال محمد مهدي بنسعيد، يواصل مراكمة الفشل في تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تنظم نسخته الحالية هذه السنة بفضاء “OLM” السويسي بالرباط في الفترة ما بين 01 و 11 يونيو الجاري. وهو ما يظهر بجلاء في افتتاح أكبر حدث لعرض الكتب حين غاب عنه ممثلون عن المؤسسة الملكية و رئيس الحكومة.

قد يتساءل القراء عن سبب الحكم بالفشل على النسخة الثامنة والعشرين للمعرض المشار إليه، وهو قد افتتح اليوم الخميس وما تزال أمامنا عشرة أيام للخروج بمواقف واضحة حول نجاحه أو فشله. إلا أنه بالنظر إلى اليوم الافتتاحي لهذا الحدث الذي كان “كبيرا” إلى الأمس القريب، فيمكن الرد بالمثل المغربي البليغ “قالُّوا بّاك طاح، قالُّوا من الخيمة خرج مايْل”.

وقد قص بنسعيد اليوم الخميس شريط النسخة الحالية من أكبر حدث ثقافي بالمغرب الذي كان يفتتح في أجواء احتفالية كبرى، بحضور مسؤولين سامين وكبار المسؤولين الحكوميين، حيث قص الشريط في غياب أي ممثل للمؤسسة الملكية، وكان المعرض الدولي للكتاب يفتتح عادة بحضور مسؤولين ساميين من أمراء.

المثير كذلك في النسخة الحالية كما النسخة الماضية التي افتتحت في أجواء “جنائزية” أكثر منها احتفائية، هو غياب مسؤولي الصف الأول في الحكومة، حيث غاب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تماما كما غاب السنة الماضية، ما جعل الوزير “البامي” يفتتح الحدث المذكور دون تمثيلية من المؤسسة الملكية أو من الحكومة.

فمعرض الكتاب هذا، كانت دوراته السابقة تفتتح في أجواء احتفالية كبرى بحضور مسؤولين سامين وكبار المسؤولين الحكوميين، حيث افتتح الأمير مولاي رشيد نسخة 2017، وافتتح ولي العهد مولاي الحسن نسخة 2018، وافتتح رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني نسخة 2019، قبل أن يوقف وباء كورونا تنظيمه، لتأتي الانتخابات بحكومة جديدة منح فيها قطاع الثقافة لبنسعيد الذي راكم أخطاء منذ تعيينه إلى اليوم.

نسخة هذه السنة، كما السنة الماضية التي أشرف عليها الوزير بنسعيد، وغاب عن افتتاحهما أي مسؤول كبير، يمكن اعتباره عنوان فشل غير مسبوق للمعرض الذي وصل صيته العالمية ونافس معارض دولية، قبل أن يأتي الوزير الجديد ويجعل منه حدثا صغيرا تتفوق عليه مباريات القسم الثاني لكرة القدم في الإشعاع والمتابعة.

غياب المؤسسة الملكية والحكومة عن الافتتاح الرسمي للنسخ “البنسعيدية” من المعرض الدولي للكتاب، يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة أن هذا يحدث للسنة الثانية على التوالي، وهو ما يجعل مناقشة الأمر وتسليط الضوء عليه ذا أهمية بالغة.

يبقى للمؤسسة الملكية أسبابها في عدم انتداب أي ممثل عنها في افتتاح المعرض الدولي للكتاب في نسخها “البنسعيدية”، على عكس السنوات الماضية التي كان فيها هذا الحدث يشهد حضور مسؤول سام. كما أن لرئيس الحكومة اعتباراته الخاصة التي تجعله يغيب عن نسخ “معرض بنسعيد للكتاب”، عكس رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، الذي يحضر لافتتاح هذا الحدث. وهو ما يجعل هذا الغياب محط تساؤلات.

التساؤلات في هذا الإطار كثيرة، لكنها مبنية على معطيات سلبية راكمها الوزير بنسعيد منذ تعيينه وزيرا للثقافة، وما ارتكبه هذا الوزير في مدة قصيرة قد يفوق أخطاء كل وزراء القطاع منذ استقلال المغرب، ومنها استعمال موسيقى لمغنية مؤيدة لجبهة البوليساريو الإنفصالية بفيلم مدعم من المركز السينمائي المغربي، والإساءة لأحدى أكبر قبائل الصحراء في فيلم وثائقي دعمته وزارة الثقافة.

كما أن الوزير بنسعيد فسح المجال أمام أشخاص لا يتقنون إلا السباب والشتم والتحريض على المخدرات للغناء في منصات مهرجانات ممولة من جيوب المغاربة، بل ودافع عن “الفنان” المزعوم لما استنكر المغاربة فعلته. كما أسهم الوزير ذاته في تكريس واقع التشرذم و الانقسام في قطاع الصحافة من خلال دعم هيئات في مواجهة هيئات أخرى في المجال ذاته.

وعلى علات هذه الأخطاء، فقد لا تكون أثقل من وفاة فنان مسرحي أمام وزارة الثقافة دفاعا على حقه، و إدخال بوق البوليساريو الانفصالي راضي الليلي إلى المعرض الدولي للكتاب في النسخة الحالية للمعرض الدولي للكتاب، ما يجعل غياب المسؤولين الكبار عن أنشطة هذه الوزارة مستساغا.

وبناء على ما سبق، فهل تكون الأخطاء الكثيرة لبنسعيد هي السبب وراء “مقاطعة” المسؤولين الكبار لأنشطة وزارة الثقافة؛ ومنها المعرض الدولي للكتاب؟ وهل تكون هذه “المقاطعة” رسالة عدم الرضا عما قام به الوزير ويقوم به في المشهد الثقافي والشبابي وحتى التواصلي بالحكومة؟

وهل يعتبر غياب مسؤولي الصف الأول في الحكومة وعلى رأسهم عزيز أخنوش، تخليا منهم عنه بسبب الأخطاء المتراكمة في مجاله؟ والإفلات من فضائحه عن طريق الإبتعاد عنه و عن الظهور معه؟ وهل هذا كل يعبر عن عزلة بنسعيد في الحكومة وأن أيامه في الحكومة معدودة؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1.5 2 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Simohmed
المعلق(ة)
2 يونيو 2023 11:51

الكتاب يرفع صاحبه وليس العكس

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x