لماذا وإلى أين ؟

مُــضحك.. رواق وزارة الثقافة و الشباب و التواصُل في معرض الكتاب بلا إصْــدارات

عبد الواحد زيات

كانت لي فرصة زيارة المعرض الدولي للكتاب و النشر في دورته الثامنة و العشرين خلال اليوم الأول للإفتتاح الرسمي المنظم من طرف وزارة الثقافة و الشباب و التواصل بمدينة الرباط تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس .

جبت بعض أروقة قطاعات حكومية و مؤسساتية في انتظار القيام بزيارات لدور النشر و أروقة أخرى في الأيام القريبة.

وكانت حصيلة اليوم الأول مهمة من حيث حجم الوثائق التي كنت في حاجة كبيرة لها وهي مناسبة لأعبر فيها عن الشكر الكبير للقائمين على عدة أروقة الذين يمثلون قطاعات حكومية و مؤسسات مشاركة في هذا الحدث الدولي للكتاب في تحقيق التفاعل و التواصل الإيجابي مع زوار المعرض .

لكن شعرت بأسف شديد إلى حدة الغضب أن يكون رواق وزارة الثقافة و الشباب و التواصل فارغا من الكتب و الإصدارات و الوثائق التي من المفروض أن تعبر عن قيمة هذا القطاع الحكومي و يجسد صورة الوزارة بمضمون قوي، ويكون فضاء يستوعب مجموعة من منجزات الوزارة بما تمثله من رصيد متعدد الروافد، الثقافة و الشباب و التواصل و بعمق المضمون، وليس بعمق صورة الزليج و الزواق الذي يبقى عديم الفائدة ولا يمثل صورة الحدث، بغياب إصدارات الوزارة من كتب ووثائق و مجالات .

حيث من المفروض أن توفر الوزارة إصداراتها كمواد ملهمة لزوار الرواق خاصة أنها صاحبة الحدث و المشرفة على تنظيمه، عندما رأيت بشكل سابق أن وزير الثقافة و الشباب و التواصل المهدي بنسعيد يتفقد فضاء المعرض الدولي من خلال الزيارات الميدانية بشكل مسبق، بحسب ما يعلنه في صفحته الرسمية، للوقوف على تفاصيله، اعتقدت أن أول مكان سيشمله التفقد أن يكون رواق وزارة الثقافة و الشباب و التواصل، لكن تبين أنه زار الرواق من جانب الواجهة ولم ينتبه إلى غياب مضمون الرواق من الإصدرات وكأن الوزارة بلا ذاكرة بلا كتب بلا وثائق بلا تقارير رسمية عن الشباب و البرامج بلا إصدارات عن اختصاص الوزارة ثقافيا و شبابيا وتواصليا .

لم أجد كتبا عن المسار الثقافي للوزارة أو مسار برامجها عن الشباب أو عن مجال التواصل و كأن الوزارة برصيدها الكبير صارت فارغة من المحتوى، وكنت أعتقد أن الوزارة اعتمدت تيسير الرقمنة للكتب و الإصدارات ووفرت آلية البحث لزوار المعرض من الطلبة الباحثين و الطلبة و الشباب عموما وعدة زوار من مشارب متعددة و لا وجود لشئ من ذلك  في الواقع، بخلاف قطاعات و مؤسسات أخرى وفرت رقمنة الولوج .

سألت القائمين على رواق الوزارة، المكلفين بالاستقبال، عن كتب و إصدارت الوزارة، فكانت الإجابة بكل بساطة لا كتب أو إصدارات في رواق الوزارة، فقط رأيت وجود بعض الصور عن المسيرة الخضراء و فضاءً به كراسٍ وبعض التصميمات التي تختزل الوزارة في زاوية صغيرة يجعل فضاءها يخالف الموعد مع الثقافة و الشباب و التواصل ومع حدث الكتاب و النشر .

لذلك أنصح الوزير و مسؤولي وزارة الثقافة و الشباب و التواصل تدارك الأمر ليكون رواق الوزارة بإصدرات تعبر عن مسار الوزارة بوزنها الثقافي و الشبابي و التواصلي للمغرب وليس بحجم الفراغ الذي سوف تسوقه مع زوار المعرض.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x