لماذا وإلى أين ؟

الشيات يُـــبرز دلالات مُشاركة الجيش التونسي في مُناورات “الأسد الإفريقي” وعلاقته بعودة العـــلاقات

يشارك الجيش التونسي، إلى جانب 18 دولة، في مُناورات “الأسد الإفريقي”، والتي تنظمها القوات المسلحة الملكية و القوات المسلحة الأمريكية، بشكل مشترك،  حيث ستقام في سبع مناطق بالمغرب، وهي: أكادير و طانطان و المحبس و تزنيت و القنيطرة و بن جرير و تفنيت، وفق بلاغ للقيادة القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا.

مشاركة تونس في هذه المناورات التي تعتبر الأضخم في إفريقيا، انطلقت منذ يوم الاثنين 5 يونيو الجاري وتستمر إلى غاية 16 منه، تثير الكثير من التساؤلات عن دلالاتها، خاصة أنها يأتي في ظل الخلاف بين المغرب و تونس بعدما أقدم الرئيس التونسي قيس سعيد، على استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في غشت المنصرم.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أنه “يمكن النظر لهذا من جوانب متعددة، فالجانب الأول هو الرؤية المغربية، فالمغرب طبعا ليس لدودا في خصامه، حيث أن الخصامات مع الدول يجب أن تبقي بعض الأبواب مفتوحة، حيث أنه من هذه الأبواب يمكن أن تعود العلاقات الى مستوى طبيعي”.

موردا أنه “لا بأس في مراحل متعددة من الأزمة أن يكون هناك إشارات طيبة و إيجابية لاستعادة العلاقات في المستوى العادي، إذ حتى في مرحلة الحرب الباردة كان هناك تواصل بين الاتحاد السوفياتي السابق و الولايات المتحدة، تواصل مباشر، وكان هناك تمثيلية دبلوماسية بين الطرفين”.

وأكد الشيات الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “هذا يعني أن الأزمة أو الحرب، ليستا عاملا من عوامل القطيعة، وهذه قناعة وعقيدة يؤمن بها المغرب في علاقاته الخارجية، وهذا يتعزز باعتبار أن تونس تنتمي إلى منظومة حضارية مشتركة مع المغرب ، تتمثل في المنطقة المغاربية  والعربية الأمازيغية الإفريقية، يعني أربع نقط مشتركة، بالإضافة إلى الدين وعوامل أخرى”.

ويرى الشبات أنه “من الطبيعي أن تكون هناك علاقات في مستوى معين وأن تفتح أبواب للحوار بين الطرفين أو لاستعادة العلاقات وتصحيح الأخطاء التي سبق وأن ارتكبتها تونس في حق بلد ساندها إبان المراحل الصعبة التي كانت تعيش فيها”.

وأردف أنه “من زاوية النظر الأمريكية، كون هذه المناورات مشتركة بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية و قيادات مشتركة، ولكن هناك أيضا الكثير من الدول الإفريقية، والأهداف ذات طبيعة استراتيجية في مكافحة الإرهاب  والحركات الإرهابية ومحاربة المخدرات والجريمة المنظمة في منطقة الساحل والصحراء، ومجموعة من الأهداف ذات الطبيعة المحلية، وبالتالي فمشاركة تونس تعتبر طبيعية على هذا المستوى”.

المستوى الثالث يورد الخبير في العلاقات الدولية هو ” تعزيز التعاون بين جميع هذه الدول على مستوى البنية التحتية العسكرية، في تمثلاتها البرية الحوية  والبحرية أو المنقولة جوا، وغيرها، كلها تحتاج هذه الدول إلى تعزيز قدراتها الأمنية؛ وتعزيز القدرات الأمنية لتونس سيساعد في استقراها واستقرار المنطقة المغاربية، وهو ما سيساهم أيضا في استقرار المغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Dghoghi
المعلق(ة)
18 مارس 2024 09:42

دائما المغرب يسامح وهذا من شيمنا، لكن بعض الدولة تضن هذا ضعف… بالعكس السموح قوي وله بعد النظر.. في العلاقات مع الآخر، لكن نحن بالمرصاد لكل من يتمادى فب عداوته لنا..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x