لماذا وإلى أين ؟

لقجع مُـطالبٌ بالتخلّي عن مَهامِّه الحُـكومية بعـد تكليفه برئاسة لجنَــة التَّـرشيح لمونديال 2030

أسند الملكُ محمد السادس، رئـاسة اللجنة المُكلَّـفة بترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم، في إطار الترشيح المشترك المغرب – إسبانيا- البرتغال، إلى فوزي لقجع.

المسؤولية الجديدة التي أُنيط بها لقجع، تنضافُ إلى عديد المسؤوليات الأخرى التي يجمع بينها هذا الرجل، مسؤوليات رياضية و أخـرى حكومية.

فلقجع هو رئيسُ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم منذ 2014، و وزيرٌ منتدب مُكلَّفٌ بالميزانية، في الحكومة الحالية، بعدما تولى مسؤولية مدير الميزانية بذات الوزارة لما يزيد عن عقد من الزمن، و هو أيضا عضو بمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ممثلا عن قارة إفريقيا، كما يشغل مهام أخرى داخل الإتحاد الأفريقي لكرة القدم”الكاف” أهمها رئاسة لجنة المالية.

فهل سيتمكن لقجع من الجمع بين المهام و المسؤوليات العديدة التي يتولاها ومسؤولية رئاسة، اللجنة المكلفة بترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2030 لكرة القدم، في إطار الترشيح المشترك المغرب – إسبانيا- البرتغال؟

سؤال طرحته “آشكاين” في دردشات مع عددٍ من المهتمين و المتتبعين، فأجمع مُعظمهم على أنــه وجب على لقجع التفرغ لملف الترشيح لمونديال 2030، باعتباره الحلم الذي راود المملكة المغربية لسنوات، والعمل من أجل تحقيقه يتطلب تفرغا، على الأقل من المسؤاليات الحكومية، حتى لا يتم الخلط بين ما هو رياضي وما هو سياسي.

وفي هذا السياق استشهد أحد المُتتبعين الذين تحدثت إليهم “آشكاين” بالمسؤولين عن اتحادي كرة القدم في البلدين اللذين يشترك معهما المغرب في الترشيح لتنظيم أكبر تظاهرة رياضية يشهدها العالم، بحيث لا يجمع أي واحد منهما بين أكثر من مسؤولية، فيرناندو غوميز، رئيس الإتحاد البرتغالي لكرة القدم، لاعب كرة قدم السابق. الحائز على جائــزة الحـذاء الذهبي الأوروبي في عام 1983 و 1985، و هو لا يتولى أيَّ مسؤولية حكومية بالموازاة مع مسؤوليته على رأس اتحاد كرة القدم بالبرتغال، على غرار نظيره الإسباني، لويس مانويل روبياليس بيخار، لاعب كرة القدم السابق أيضا.

جل المغاربة و أيضا المهتمون بالشأن الرياضي الدولي، يَعـــون جيدا بأن المملكة المغربية باتت تملكُ فرصة ذهبية، تُتيح لها إمكانية تنظيم كأس العالم، إذا تضافرت الجهود اللازمة من قبل المسؤولين، من أجل الإنخراط بشكل جدي في الملف الثلاثي، وهو الملف الذي يعتبر الأقوى على كل المستويات،  ما يلزم فوزي لقجع، رئيس اللجنة المغربية المكلف بملف الترشيح لهذا الموعد الرياضي العالمي، بالتفرغ  لهذا الأمر، والتخلي عن مسؤولياته الحكومية، التي قد تعيق تحركاته المطلوبة من أجل حشد الدعم اللازم لهذا الملف.

فمعلوم أن لقجع يتولى حقيبة أهم قطاع في الحكومة، قطاع المالية، وهي مسؤولية تتطلب منه، أيضا، المواكبة والحضور المستمر، والإشراف على إعداد قانون المالية و مناقشة الماليات القطاعية و تتبع الحوارات الإجتماعية والقطاعية ومواكبة تنزيل مخطط الحماية الإجتماعية، وغير ذلك من المهام، ما يجعل أمر التخلي عن هذه المهمة الحكومية واجبا وطنيا من أجل التفرغ للحلم المغربي الذي طاردته المملكة منذ 1994، مرورا بــسنوات 1998 و 2006 و 2010 و 2026، فــ 2030.

وكان الملك، قد أعلن في 14 مارس 2023، بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 للإتحاد الإفريقي لكرة القدم بكيغالي، والتي منحت لجلالته، عن قرار المغرب، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x