لماذا وإلى أين ؟

زين الدين يُــوضِّـــح أسباب صمْـــت “البيجيدي” عن إحراق القرآن بالسويد

صام حزب العدالة والتنمية على غير عادته، عن الكلام حول ترخيص الحكومة السويدية، مرة أخرى، لتنظيم مظاهرة تم خلالها إحراق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم. وهي خطوة لم يألفها المتتبع للشأن السياسي عن حزب “المصباح” الذي كان دائما يتدخل في الأمور الدينية سواء في المغرب أو خارجه.

صمت “البيجيدي” عن الكلام بخصوص إحراق نسخة من القرآن بالسويد، غير معهود، وهو الذي كان سباقا لإصدار بلاغات منددة ومستنكرة بكل ما يمس مثل هذه القضايا الدينية، فما الذي أخرسهُ يا ترى؟

في هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد زين الدين، أن صمت الأحزاب السياسية بخصوص حرق نسخة من القرآن في السويد، راجع إلى أن المجال الديني في المغرب مجالٌ خاصّ بالملك طبقا لمنطوق الفصل 41 من الدستور الذي يخوله تدبير هذا المجال باعتباره أمير المؤمنين، وكذا اعتبارا لحساسية الفعل المرتكب.

الخبير الدستوري أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء؛ محمد زين الدين

كما أن الصمت إزاء هذه القضية، يمكن تفسيره، حسب زين الدين، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، بأن تدبير القضايا الخارجية هو من اختصاص الملك، حيث إن الأمر هنا لا يقتصر على المجال الديني فقط، بل يتجاوزه إلى تدبير المجال الدبلوماسي. حيث إن رد الدولة المغربية كان، في الشق الدبلوماسي، من خلال استدعاء القائم بالأعمال واستدعاء السفير المغربي بالسويد، وليس هناك مجالٌ لتدخل الأحزاب السياسية.

أما في ما يتعلق بحزب العدالة والتنمية، فيؤكد أستاذ العلوم السياسية أن أي تدخل منه في هذه القضية سيبقى نشازا، خاصة إذا ربطناه بمضمون بلاغ الديوان الملكي الصادر في حق الحزب الذي ارتكب خطأ كبيرا، وهو ما جعله يُـــعيد حساباته ويدرس أي خطوة قبل تنفيذها.

وربط زين الدين صمت “البيجيدي” في قضية احراق نسخة من القرآن بالسياق الذي يعيشه الحزب، وهو “مرحلة ما بعد الهزيمة المدوية في الإنتخابات”، مشددا على أن “المصباح” يعيش “مرحلة الضعف بسبب الإنتخاباتِ وانسحابِ قياداتٍ كُـــبرى من الواجهة، فلم يعُــدْ في حزب العدالة والتنمية إلا أمينه العام الذي يخرج في كُـــلِّ مــــــرَّة للحــــديث”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x