قضيــةُ الصَّــحراء وتطبيعُ العــلاقات مع المــغرب تُشعل مُناظــرة بين مُرشحي رئاسة حُـكومة إسبانيا

تحولت المناظرة التي جمعت رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بصفته أمينا عاما للحزب الاشتراكي العمالي، مع غريمه رئيس الحزب الشعبي، ألبرتو نونيز فيغو، إلى مواجهة ساخنة و متوترة، بسبب نقاش حول قضايا تهم المغرب.

ولم يتمكن مسيرو المناظرة من مقاطعة سانشيز، الذي شن هجوما لاذعا على فيغو، بسبب ”تواطئه” مع حزب ”فوكس” اليميني، بما يضر بمصالح إسبانيا.

وهاجم فيجو بدوره الرئيس الحالي للحكومة الإسبانية، منتقدا إياه لعدم توضيح أسباب التغييرات السياسية التي حدثت مع المغرب، ليجيبه سانشيز على شكل توبيخ بأنه لن يضع إسبانيا في ”نفق مظلم”، داعيا الإسبانيين إلى عدم التصويت على فيغو وأباسكال (رئيس حزب فوكس)، منعا لهذا الوضع.

واتهم مرشح حزب الشعب لرئاسيات إسبانيا التي تجرى يوم 23 يوليوز الجاري، سانشيز بعدم التعاون في التحقيق في التجسس على هاتفه المحمول، كما اتهمه أيضا بكسر ”ميزان 30 عاما بين المغرب والصحراء و الجزائر و الأمم المتحدة و إسبانيا”.

وشكّل الاعتراف التاريخي لإسبانيا بمغربية الصحراء و زيارة سانشيز إلى المغرب وإعادة تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد بعد الأزمة، أهم نقاط الصدام بين الزعيمين السياسيين.

وعاتب فيغو خصمه السياسي سانشيز، على إحداث تحول في قضية الصحراء ””دون استشارة الإسبان”.

كما اتهمه بعدم التعاون مع العدالة بعد أن قررت المحكمة الوطنية، أمس الاثنين، بأرشفة التحقيق في التجسس على هاتفه المحمول بواسطة ”بيغاسوس”.

وقال فيغو لسانشيز ”أنت لا تتعاون مع العدالة، أنت لست رئيسًا حرًا”، ليرد عليه سانشيز، وعلامات التوتر بادية عليه، “أنا رئيس نظيف ومستقل و حر”.

بعدها أطلق فيجو جملة من الأسئلة قائلا: ” لايمكنك تغيير موقف الصحراء دون استشارة الاسبان. لماذا تغيرت علاقة إسبانيا الإستراتيجية مع الصحراء؟ من كتب و أرسل تلك الرسالة؟ ماذا حدث لبيغاسوس وهاتفه المحمول؟ ما هي المعلومات التي لديك عنك وعن إسبانيا؟ لقد أغلق القاضي القضية اليوم لعدم تعاونك. ما هي السياسة الخارجية التي لديك عندما لا تقدم حتى سردًا لتلك السياسة في مجلس النواب؟ “.

ولام فيغو سانشيز على عدم ”الإخبار بأي شيء عن اتفاقه مع المغرب”، ووجه له أسئلة من جديد من قبيل:”هل طلب منك المغرب إقالة وزير خارجيتك أرانشا غونزاليس لايا… من حقنا أن نعرف”.

من جانبه دافع سانشيز على تغيير حكومته موقفها من قضية الصحراء وقال إنه يتماشى مع موقف الحلفاء الأوربيين وغيرهم، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وداخل الأمم المتحدة.

وأضاف: “لقد تركنا وراءنا ذلك الوقت الذي رعت فيه إسبانيا حروبا غير مشروعة وغير عادلة مثل تلك التي شنها الرئيس أزنار”، وزاد قائلا: “إسبانيا اليوم دولة محترمة تدافع عن الشرعية الدولية و حقوق الإنسان في العالم و جميع القضايا النبيلة في الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 التي يريد حليفك فوكس التخلص منها”.

من جهته؛ كشف مرشح الحزب الشعبي عما دار بينه وبين عزيز أخنوش، خلال اجتماع بينهما في ماي من سنة 2022، حيث سأله رئيس الحكومة المغربية إذا كان سيفي بالتزامات سانشيز  تجاه المغرب و” أجبته بأنني لا أعرف ما هي تلك الالتزامات لأن سانشيز لم يخبرني بأي شيء على الإطلاق ولم يخبر مجلس النواب”. يقول فيغو.

واتهم فيغو رئيس الحكومة الإسبانية بتبني سياسة خارجية ”تتسم بعدم الدقة والتناقضات”، ووعد، في حال وصوله إلى رئاسة إسبانيا، بعدم اتخاذ أي موقف في الدبلوماسية الخارجية دون استشارة رئيس المعارضة ودون طلب إذن من مجلس النواب، وقال مخاطبا سانشيز: ”سياستي الخارجية ستكون على عكس ما لديك بالضبط “.

كما تعهد في نفس السياق باستعادة “علاقة متوازنة ومتوافقة” مع الجزائر والمغرب، رغم أنه لم يفصح عن الصيغة التي بإمكانه أن يرضي بها الجارة الجزائر .

يشار إلى أن الانتخابات الإسبانية المبكرة المقرر إجراؤها يوم 23 من يوليوز الجاري، ستشهد منافسة قوية بين حزبي الاشتراكي العمالي  بزعامة  الرئيس الحالي بيدرو سانشيز،  وبين الحزب الشعبي الذي يقوده فيغو، والمناظرة التي تمت بين الزعيمين هي الوحيدة التي ستجرى قبل موعد الانتخابات.