لماذا وإلى أين ؟

إدارة الكرنفال الدولي لبيلماون ترد على “شيوخ التحريم” وترفض “قمع فرح” المغاربة

ردت إدارة “بيلماون” الكرنفال الدولي لأكادير على ما اعتبر “هجوما” من طرف بعض الشيوخ والفقهاء على “الموروث الثقافي بيلماون”، من خلال تحريمه وتشويهه بخطابات دينية “مستوردة”، معتبرة أن هؤلاء الذين “يحاربون بيلماون يحاربون الفرح والبهجة في المجتمع المغربي”.

وأوضح الأستاذ الجامعي والأنثروبولوجي؛ الحسين بويعقوبي (أنير)، بصفته نائب مدير الكرنفال، أن “أغلب الذين تحدثوا بشكل سلبي عن بيلماون لم يقرأوا ولو سطرا واحدا عن تاريخه بالرغم من وجود العديد من الكتابات حوله”، مشددا على أن “الذين يتحدثوا اليوم عن بيلماون يعتقدون أنه ظهر في التسعينيات، ولا يعرفون أنه من أقدم الممارسات الثقافية بشمال إفريقيا والتي ظهرت قبل الديانات التوحيدية، وانقرضت لظروف تاريخية في كل من ليبيا، تونس والجزائر، في ما بقيت مستمرة في كل من المغرب وجزر الكناري”.

وبخصوص تحريم بعض الشيوخ لاحتفالات بيلماون، رد بويعقوبي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية لإدارة الكرنفال، بأن هناك شيوخ وفقهاء بما في ذلك فقهاء سوس لهم مواقف عادية بخصوص هذا الموضوع، مضيفا “أنا شخصيا إبن فقيه ولبست جلود المعز واحتفلت ببيلماون دون أن يطرح ذلك أي إشكال أو موقف سلبي لدى والدي”.

“الإشكال القائم ليس في احتفالات بيلماون”، يسترسل الأستاذ الجامعي، مستدركا في الندوة المنظمة أمس الأربعاء، “الإشكال يكمن في بعض الأفكار التي اقتحمت المجتمع المغربي مؤخرا بحكم التحولات التي يشهدها، والتي حرمت “بيلماون” وأحواش والغناء وكل مظاهر البهجة في المجتمع”.

وقال المتحدث ذاته، “أتصور إن سلمنا بأفكارهم وأوقفنا كل ما يعتبرونه (بعض الشيوخ) حراما، ماذا سيبقى؟ وكيف سيكون مجتمعنا بدون أحواش وبيلماون والمسرح؟ وكيف سنكون نحن؟ مردفا “نحن مجتمع الفرح والبهجة، مجتمع الغناء والرقص، وأولائك يتصورا مجتمعا آخر غير مجتمنا اليوم”.

ويرى الأنثروبولوجي نفسه؛ النقاش المثار حول بيلماون ودعوات تحريمه بنظرة إيجابية، مبرزا أن هذا النقاش سيطور بيلماون وسيعطيه الشرعية كما حدث مع نقاش الأمازيغية في المغرب التي تم تحريمها باعتبارها جاهلية، فإذا بها اليوم لغة رسمية، والأمر ذاته حدث مع نقاش “إيض إنايير” الذي تم تحريمه فإذا به يصبح عطلة رسمية، وبالتالي فهذا النقاش المثار سيعطي الشرعية لبيلماون.

وبالعودة إلى المعجم المستعمل في مهاجمة بيلماون، فبويعقوبي يشير إلى أن من بين مصطلحاته “التشبه بالنساء”، “الجاهلية”، “الحرام”، وهي مصطلحات تنتمي إلى المعجم الديني، في حين أن نقاش بيلماون له معجم خاص، فمن يقول بـ”التشبه بالنساء” فهو لا يعرف معنى الكرنفال أصلا، بحيث أن الكرنفال هو “العالم بالمقلوب”، وما ألفه الناس في الحياة العادية يقلب في يومين أو ثلاثة أيام، لذلك يتم التشبه بالمرأة أو الحيوان أو غير ذلك”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

1 1 صوت
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حدوش مليكة
المعلق(ة)
13 يوليو 2023 19:21

السلام عليكم سانطلق من قولك ان الكرنفال الذي تدافع عنه تمتد جدوره الى ماقبل ديانات التوحيد وادن اذا انذثر فلانه يتنافى مع ما جاءت به هذه الديانات. اكثر من هذا اعتبرت ان المنتقدين والدين يستندون لنص ديني يرفضون البهجة وكانك تعتبر دين التوحيد يرفضها وهو الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور والنور في الدين بهجة وطمانينة …والحق بها كل المعاني الجميلة.لم تجدوا في دراستكم الانتروبولوجية غير هذه الممارسة العفنة التي لا تصنع البهجة بقدر ما تبعد الناس وخاصة الشباب الفئة المستهدفة عن قيمهم ورجولتهم .هل تخصيص موسم عظيم عند الله للعيش في عالم بالمقلوب كما زعمت بطولة؟ ولا املك الا القول مصداقا لقوله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)

BRAHIM
المعلق(ة)
13 يوليو 2023 10:48

أي ثقافة هذه التي تحط المرأة محل التشبيه كالحيوان؟؟؟!!!!
كل ما في الأمر أن الميزانية أصبحت سمينة، والمغاربة كيقولو : مللي تسمان الوزيعة كيكثرو… . كمل من راسك.
أعمال التفاهة والجاهلية أصبحت هي الموضة!!!
ووجودها قبل الأديان ليس مبررا لكي نحييها، لأن الأديان وهي شرائع لدين واحد وهو الإسلام جاؤوا ليخرجوا الناس من الجهل إلى العلم ومن الظلمات إلى النور.

Moh
المعلق(ة)
13 يوليو 2023 09:15

ورغم. كل ما قاله. هذا الاستاذ..ورغم انني مع البهجة والسرور وخلق اوقات مرحة وسعيدة في الحياة الا انني لا اجد في صبيانيات الكرنفال اي. مدعاة للبهجة والفرح..بل اجد تلك المظاهر مقرفة وبلا ذوق راف

مريمرين
المعلق(ة)
13 يوليو 2023 16:25

لست ضد الفرح و الفرجة ؛ لكن هناك أولويات بالنسبة لعاصمة سوس يجب العمل عليها لتكتمل الفرحة ونستمتع بالفرحة …

زكرياء
المعلق(ة)
13 يوليو 2023 15:43

بويعقوبي يحسب ان الحلال مااحله ابوه والحرام ما حرمه ابوه، جهل كبير . ولكن مختصر الكلام ما قاله تعالى:” ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما”.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x