لماذا وإلى أين ؟

خبـــيرٌ يكشفُ آثــار تصعيد البرلمان الأوروبي ضد المغرب و عـلاقة فرنسا بالقـــرار

لم تهدأ بعد عاصفة التوتر التي تشوب العلاقات الثنائية بين البرلمان المغربي ونظيره الأوربي، حتى اتخذ  الأخير، أمس الخميس 13 يوليوز الجاري، قرارا جديدا ضد المغرب و دول أخرى، والقاضي بإدراج المغرب “ضمن قائمة الدول التي تتدخل في شؤون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي”، داعيا إلى تعليق التعاون مع هذه الدول وتعليق التمويل الأوروبي لها.

وتبنى البرلمان الأوربي هذا القرار، أمس الخميس بأغلبية 441 صوتًا مقابل 70 ضده وامتناع 71 عن التصويت، حيث دعا النواب إلى مراجعة سريعة لمدونة السلوك الخاصة بأعضاء البرلمان، بما في ذلك فعالية العقوبات.

ويأتي هذا في ظل حالة الشد والجذب التي مازالت تطبع العلاقات الثنائية بين الجانبين، وهو ما يطرح تساؤلا عريضا عما إن كان هذا تصعيد البرلمان الأوربي سعيد تأجيج التوتر بين الجانبين.

مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وفي هذا السياق، أوضح المدير العام لمختبر منظورات للدراسات الجيوسياسية، عصام لعروسي، أن “تصعيد البرلمان الأوربي وتتبيه قرارا جديد يندد بما يسميه التدخلات غير الديموقراطية لبعص الدول والأنظمة السياسية كالمغرب وقطر والإمارات وغيرها، وتنزيل عقوبات على هذه الدول، يذهب في اتجاه تأجيج العلاقات مع المغرب، كما درج دائما أن يكون البرلمان الأوروبي ومحكمة العدل الأوروبية من المؤسسات التي يتم تصريف الأزمات من خلالها، أو ممارسة الضغط وتأزيم الأوضاع مع دول كالمغرب”.

وشدد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “ما يقدمه البرلمان الأوروبي كدليل للإدانة؛ هو بالأساس دليل إثبات على مدى خضوع البرلمان الأوروبي كمختبر للضغوطات وللجماعات المتنفذة داخل البرلمان الأوروبي، ومن بينها نتحدث عن الجزائر ومناوراتها، وعن فرنسا أيضا بعد خسارتها للعديد من نقاط الجذب، ونقاط المشتركة التي كانت تجمعها مع المغرب”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “خسارة فرنسا لمشروعين أساسيين، كالقطار فائق السرعة، ومشروع الطريق السيار وتراجع التعاون على الصعيد الماكرو اقتصادي مع المغرب هو دليل على حنق وغضب فرنسا التي لا زالت تواصل سياساتها مع دول الجوار، وتختلق أزمات مع المغرب؛ ومن أهمها أزمة التأشيرات التي مازالت تراوح مكانها، و أزمة الهجرة، وكلها أمور لازالت لم تنته”، مؤكدا أن “هذا التوتر بين المغرب و فرنسا هو وراء استخدام الاتحاد الأوروبي للقيام بدبلوماسية غير علنية من تحت الطاولة”.

وخلص إلى أن “هذه الدبلوماسية التي تمارس و تضرب في بعض المؤسسات  والبرلمانيين للمغاربة و رجال الأعمال أو من يقومون بالضغط على البرلمان”، مشيرا  إلى أن البرلمان الأوروبي أصبح لعبة في يد جهات متنفذة تحاول تصريف أجنداتها عبر الاتحاد الأوروبي، ومن أهم تجلياته هو وقوف بعض الدول على الحياد، مع  وجود تنافس محموم، و فرنسا لا زالت تواصل توترها مع المغرب وفي الغالب هي من تقف وراء هذا التأجيج والتصعيد”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
15 يوليو 2023 12:31

اروبا ليست في احسن احوالها اليوم بعد الحرب على اوكرانيا، وبالتالي لا يجب الخضوع لابتزازها، و لا يجب ان تحل مشاكلها على حساب الحلقة الضعيفة في الضفة الجنوبية، وكما يقال كبرها تصغار، وهي التي يجب ان تاتي الينا للبحت عن الحلول، وهي تعرف ماهي تلك الحلول.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x