لماذا وإلى أين ؟

حجي: منطوقُ الحُــكم الصــادر في حق حامي الدين لا يتناسب و حجم جريمة مقْتل بنعيسى ( حوار)

تفاعُــــلا مع الحُـــكم الصادر في حق القيادي بحزب العدالة التنمية، عبد العالي حامي الدين، الثلاثاء الماضي، القاضي بسجنه ثلاث سنوات نافذة، من قبل محكمة الاستنئاف بفاس، على خلفية قضية الطالب اليساري، أيت الجيد بنعيسى، المقتول سنة 1993 ؛ أجرت جريدة ”آشكاين”، الحوار التالي مع الحبيب حجي عضو هيئة الدفاع عن بنعيسى.

س: كيف تلقيتم الحكم كهيئة الدفاع عن أيت الجيد؟

ج: بالرغم من أن المحاكمة أتيحت فيها الفرصة للجميع بالإدلاء بدفوعاته وملتمساته وكان الجواب والتعقيب والأسئلة و كان صدر المحكمة متسعا لكل الأطراف، إلا أن منطوق القرار الصادر يوم الثلاثاء 11.7.2023، لم يكن يتناسب و حجم الجريمة و حجم الضحية وحجم الضرر اللاحق بالحق العام .وأمامنا مرحلة الاستئناف. وقد استأنفنا القرار اليوم .

نضالنا القانوني والحقوقي في هذه القضية الكبرى التي تعتبر قضية شعب حقق هدفه جزئيا، و سيتضاعف لتحقيق العدالة كاملة.

لماذا أنتم غير راضين عن الحـــــكم؟ 

ذلك أن القرار الجنائي الابتدائي الحالي قد أفرغ المتابعة من محتواها، بعد إعادة التكييف من جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد الى جناية الضرب والجرح المفضي الى الموت، وهي المتابعة التي سطرها قاضي التحقيق بإتقان ودافعت عنها النيابة العامة بإتقان أشد و أعمق، ودافع عنها دفاع الطرف المدني بإتقان أشد و أدق وحماس. و كذا باستماتة ومهنية جمعت بين علم الوقائع وعلم القانون وعلم حقوق الانسان.

إذن نحن أساسا غير راضين على النتيجة لأنها جعلت من دم الشهيد بنعيسى دما بخسا لا يساوي في سوق الحياة شيئا يذكر.
ذهلنا لتغيير التكييف لعدم تطابقه مع ما نوقش ومع ما ثبت للمحكمة من وقائع تجر المتهم للإدانة .
لكن التاريخ سيبقى يقظا وعيوننا على أهبة.
وقلوبنا مستنفرة.

هل الحكم الصادر ضد حامي الدين سيطوي قضية بنعيسى إلى الأبد؟

أقول بأن ملف اغتيال ايت الجيد بنعيسى لن يطوى أبدا ولو ألقي القبض على العصابة (ما بين 25 و 30 شخص) كلها التي قامت بالاغتيال وعوقبوا بالقتل العمد وظهور الحقيقة كاملة.

لأن قضية بنعيسى، هي قضية شعب، قضية صراع والدفاع عن نمط عيش و حياة، ودرس إنساني للتواقين للحرية والمساواة والكرامة وخلق وطن يتسع للجميع. في مقابل أن من اغتالوه كانوا لا يؤمنون بأن الأرض والأوطان للجميع يعيشون فيها متساوين ولا يجب أن يكون المواطن في بلده مقموع الحرية غير متساو مع زميله، إما يجب أن يقتل أو أن يؤدي الجزية مطأطأ الرأس تسبى بناته ويستعبد أبناؤه في أحسن الظروف.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
15 يوليو 2023 21:17

لو كان الضحية هو حامي الدين و المتابع هو بنعيسى لتغير راي حجي!!! كما كان التعاطي مع الموضوع سيكون بشكل اخر!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x