لماذا وإلى أين ؟

هل يُعجِّـــل المـــغرب برفع تمثيليته الدبلوماسية في تل أبيب عقب الاعتراف بمغربية الصحراء؟

تريث المغرب لأزيد من سنتين قبل أن يرفع من تمثيليته الدبلوماسية بإسرائيل لعدة عوامل، بالرغم من استئناف العلاقات في العديد من المجــالات على خلفية اتفاقية “أبراهام” التي وقعها البلدان بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية في أكـــتوبر من سنة 2020، والتي أسفرت أيضا عن اعتراف أمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

اليوم، وبعد تعاقب التطورات في العلاقة مع إسرائيل التي اعترفت رسميا بمغربية الصحراء مع إعلان عزمها تشييد قنصلية بمدينة الداخلة، تطفو على السطح تساؤلات تتمحور حول ما إذا كان المغرب سيعجل برفع مستوى تمثيليته الدبلوماسية من مجرد مكتب اتصال إلى سفارة بتل أبيب.

عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية يرى أنه من الطبيعي أن يخطو المغرب بشكل إيجابي في علاقته مع إسرائيل بعد خروجها من منطقة الرماد الحيادية تجاه الوحدة الترابية للمملكة، مبرزا أن المغرب طالما توجس من ضبابية و عدم وضوح موقف إسرائيل من خطة الحكم الذاتي المقترحة من طرف الرباط.

وأوضح المتحدث في تصريح لـ “آشكاين” أن ما جعل المغرب يتريث فيما يخص تشييد سفارة داخل الأراضي العبرية بشكل أساسي هو ضبابيتها بخصوص مغربية الصحراء، حيث كانت تعتمد خريطة المغرب مبتورة عن صحرائه، وبالتالي فموقف الرباط طالما كان حازما حول القضية الوطنية الأولى بالبلاد، الأمر الذي يفسر عدم توطيد العلاقات لترتقي إلى أعلى مستوىات التمثيلية الدبلوماسية إلى حين حصول هذه النتيجة.

وأضاف لعروسي أنه إلى جانب ضبابية الموقف السابق لإسرائيل تجاه سيادة المغرب على الصحراء، فإن ما يقع بقطاع غزة في حق الفلسطينيين، على اعتبار أن الملك محمدا السادس رئيس للجنة القدس، يعد هو الآخر من بين العوامل التي قوضت عملية الرفع من التمثيلية الدبلوماسية المغربية بتل أبيب.

وسجل أستاذ العلاقات الدولية أن الاعتراف بمغربية الصحراء هو نتاج للمجهودات الكبيرة للدبلوماسية الملكية التي أعطت أكلها في السنوات الأخيرة تجاه ملف الصحراء، مؤكدا على أن الفرصة، الآن، سانحة أمام المغرب لعودة العلاقات الطبيعية مع إسرائيل والارتقاء بتمثيليته الدبلوماسية التي تبقى الآن مسألة وقت، معتقدا أن وتيرة تشييد السفارة المغربية بتل أبيب وسفارة الأخيرة بالرباط ستكون سريعة.

يذكر أن رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الموجهة إلى الملك محمد السادس يوم أمس الاثنين 17 يوليوز الجاري، قد أزالت الغموض الذي اكتنف موقف تل أبيب من ملف الصحراء المغربية، كما أكدت الرسالة أن حكومة إسرائيل ستقوم بنقل هذا المستجد إلى الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x