2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
برلماني يُسائل بنسعيد عن إجراءات وزارته للحد من “تناسل استجوابات تلاميذ البكالوريا المُتهورين”

انتقد النائب البرلماني، حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، ما أصبح يُلاحَظ خلال فترة امتحانات البكالوريا من “ضعف أخذ ارتسامات التلميذات والتلاميذ الجادين، وبالمقابل انتشار التسابق بين عدد من المنابر الإعلامية، أمام مراكز إجراء الامتحانات، للظفر بتصريحات التلاميذ الذين تبدو عليهم علاماتُ ومؤشرات انعدام الرغبة والجدية في التحصيل الدراسي”.
وساءل أومريبط، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن “التدابير التي ستتخذها الوزارة، في إطار ثنائية الحرية والمسؤولية، لـ”الحد من تناسل استجوابات تلاميذ البكالوريا المُتهورين، وتمرير خطابٍ يَنِمُّ عن شرعنة سلوكات غير قانونية؟”، و”الإجراءات التي ستقررها الوزارة لإبراز الوجه المشرق من امتحانات البكالوريا ؟”.
وانتقد ذات النائب تسويق الإعلامي لمؤسسات تعليمية كما لو أنها “مجال لتفريخ المتهورين والغشاشين والكسالى”، عن طريق استهداف فئة “غير جادة من التلاميذ”، والتسابق للظفر بتصريحات “تلاميذ مُتهورين”، يمررون “خطابا يَنِمُّ عن شرعنة سلوكات غير قانونية”.، بل منهم من يصرح علانية بالأساليب التي استعملها في الغش، ومنهم من يحدد آليات التحايل على المراقبين، فضلا على التهكم بشكل فظ من الأطر المشرفة على الحراسة التربوية”.
واعتبر النائب البرلماني، أن ” إصرار بعض الهيئات الإعلامية، ومنها المستفيدة من الدعم العمومي، على الرفع من قيمة الفئة غير الجادة من التلاميذ، عبر تقوية مكانتها وإبرازها في الفضاء الإعلامي عن طريق اللقاءات والاستجوابات والروبورطاجات، لا يمكن تفسيره سوى بسعي المنابر المعنية، من حيث تدري أو لا تدري، للنيل من مكانة التعليم العمومي وتقزيم الجهود المبذولة للرفع مكانته”.
وعلى الرغم من محدودية عدد هؤلاء المُتمدرسين –يضيف أومريبط- مقارنة بعدد التلاميذ المُجتهدين والمُتخلقين، “فبعضُ المواد الإعلامية المرافقة لامتحانات البكالوريا لا تشَرِّفُ بتاتا المدرسة المغربية والمجتمع المغربي، حيث تركز على تقديم ثانوياتنا كمجال لتفريخ المتهورين والغشاشين والكسالى، بدل استجواب ما تزخر به من المتمدرسين المُجدين والمتفوقين والمتشبعين بالقيم المواطناتية والوطنية والأخلاقية السامية، والذين شرفوا وطننا العزيز في المسابقات الوطنية والدولية، وحصلوا على نقط عالية بالجد والمثابرة في امتحانات نيل شهادة البكالوريا”.
وفي سياق متصل، كانت جريدة “آشكاين”، في حوار مع عبد الله غميمط، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، قد طرحت مسألة بروز ظاهرة “تفاخر” التلاميذ بالغش في تصريحات صحفية أمام الملأ، واحتجاج آخرين لأنهم منعوا من هذا الفعل الذي يرون فيه “حقا” انتزع منهم، اعتبر غميمط أن ظاهرة الغش يتم احتضانها والمستفيدين منها، وهو ما أنتج توجها سائدا داخل القطاع وفي محيطه، لا يحارب بجدية الظاهرة تربويا وإداريا وثقافيا وقانونيا، بل منخرط كل من موقعه في اعتبارها مُكتسب، ويسعى إلى عزل والتحامل على كل التعبيرات والأصوات المناهضة للغش في المدرسة.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “ظاهرة الغش بمثابة مدخل لإضفاء المشروعية على السياسات المنتهجة من طرف الوزارة والحكومة في هذا المجال، دون اعتبار لكل القيم النبيلة التي تستوجب أن تكون من مخرجات للمدرسة. فنجد ظاهرة الغش تمتد من أعلى هرم في قطاع التربية والتكوين إلى كل مرافقه بوعي من المسؤولين الفعليين. فكل أنشطة الوزارة تخترقها الظاهرة عبر كل مجالات التدبير الإداري والمالي والتربوي”