2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تشهد الجارة الشمالية إسبانيا، الأحد 23 يوليوز الجاري، تنظيم انتخابات نيابية مبكرة دعا إليها رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي الحالي بيذرو سانشيز، ردا على تعرضه لانتكاسة واضحة في الاستحقاقات المحلية والجهوية التي حققت فيها المعارضة مكاسب قوية.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن الحزب “الشعبي”، وهو حزب سياسي يميني، سيتصدر الانتخابات العامة المقبلة، مع حصول حزب “فوكس” -اليميني المتطرف والمعادي لمصالح المغرب- أيضاً على تأييد متزايد، وسط تراجع لحزب “العمال الاشتراكي”.
الأمر الذي يثير عددا من التساؤلات أبرزها هل ستتغير معالم السياسة الخارجية لإسبانيا تجاه المغرب في حالة صعود اليمين؟ سيما أن إسبانيا اعترفت بمغربية الصحراء وتجمعها حاليا علاقات قوية مع المـــغرب.
ويرى المحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي أن “رزانة الدبلوماسية تتأتى من الوفاء بالالتزامات والتعهدات الدولية. وحيث إن إسبانيا قد اختارت طريقة التعاون مع المغرب بناء على خارطة طريقة، فإنها ملزمة بتعهداتها مهما حصل من تغيير في الحكومات وبرامجها الانتخابية، ومهما تغيرت الأحزاب المشاركة فيها”.
وأورد الفاتحي في تصريح لآشكاين، أن “المغرب لن يكون منغمسا جدا بشأن توقع السلوك السياسي الإسباني طالما أن الأمر شأن داخلي. ولكنه أيضا بالضرورة، فإنه قد أقام علاقاته حسب تقديرات جيوسياسية واقتصادية تبقي له منافذ التصرف أيا كانت المتغيرات الحاصلة في السلوك السياسي والدبلوماسي لإسبانيا”.
وشدد المتحدث أن التجارب دلت على أن الواقعية السياسية كثيرا ما تهذب في مواقف الأحزاب السياسية المعلنة، مسترسلا “لذلك فأنا أتوقع أن يتأخر تنزيل باقي بنود خارطة الطريق الموقعة مع حكومة شانسيز ولكننا لا نعدمها البتة لأنها التزام الدولة الإسبانية”.
وتابع المحلل السياسي “ولا أعتقد بأن حزبا يزايد على حزب فيما يخص تقدير مصالح إسبانيا، ذلك أن الحكومة الإسبانية قد أقامت تصوراتها الجديدة لقيام علاقات تعاون مفيدة مع المغرب بناء على استقراء واقع ما قبل الأزمة و بعدها”.
وختم الفاتحي تصريحه بالقول: “وأعتقد أن الصورة واضحة لعموم الإسبانيين ولا أحد بإمكانه المغامرة بإدخال البلدين في نفق من الشد والجذب السياسي غير المجدي”.
وكانت المعارضة اليمينية الإسبانية قد أعلنت في وقت سابق أنها حققت مكاسب قوية محليا وإقليميا في الانتخابات المحلية والجهوية.
فعلى المستوى المحلي، حصل الحزب الشعبي اليميني المعارض على أكبر عدد من الأصوات بعد فرز 90% من صناديق الاقتراع، بينما خسر الاشتراكيون عديدا من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، لا سيما فالنسيا، حسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
وشملت الانتخابات كل البلديات الـ8131 في إسبانيا، أي 35.5 مليون ناخب، والحكومات المحلية في 12 من أصل 17 منطقة إسبانية ذات حكم ذاتي، بما يشمل نحو 18.3 مليون ناخب.
مثل هكذا تحاليل صدرت بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي فاز فيها الأراگوز ماكرون في الجولة الثانية ، لكن وقع عكس ماكان يتوقعه المغاربة ومحلليهم ، لاتتفائلوا كثيرا وتوقعوا المفاجأات فالكفر ملة واحدة وسياسة الابتزاز ديدن هؤلاء