لماذا وإلى أين ؟

كرنفال “بيلماون” الدولي يقلبُ الموازين بمدينة أكـادير (صور+فيديو)

إن كان الكرنفال في أصله يهدف إلى التحرر من جميع القيود القانونية والإجتماعية والثقافية و قلب كل الموازين داخل أي مجتمع، فقد نجح “بيلماون، الكرنفال الدولي لأكادير، في قلب كل الموازين بالمدينة و جعل من يوم أمس السبت 22 يوليوز 2023 يوما استثنائيا بامتياز.

الكرنفال الذي جرى الإستعداد له منذ أسابيع من طرف مصالح جماعة أكادير بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني بالمدينة والجهة بدعم من جهة سوس و وزارة الثقافة، نجح في إخراج آلاف المواطنين من ساكنة أكادير من بيوتهم لمتابعة الإستعراض الذي احتضنه شارع محمد الخامس، واستطاع أن يستقطب المئات من السياح من مدن مغربية مختلفة للحضور إلى هذه التظاهرة الثقافية.

تنوع المشاركات وغنى العروض

شارك في الكرنفال الذي انطلق في حدود السادسة من مساء أمس، ما عدده 54 فرقة موزعة ما بين جمعيات ومشاركات خاصة من مختلف جماعات وأقاليم جهة سوس ماسة، بالإضافة إلى مشاركات من جهة مراكش أسفي، كلميم واد نون والعيون الساقية الحمراء، وأخرى لبعض الجاليات الإفريقية المتواجدة بالمدينة.

وبخصوص محتوى الإستعراض، فقد كان أساسه أزياء بيلماون المختلفة في الألوان والأزياء، إلى جانب ألسبة تنكرية تحاكي الحيوانات تارة وشخصيات في المجتمع تارة أخرى، ومجسمات كرطونية أغلبها ترمز إلى ممارسات في الثقافة الأمازيغية المغربية، بالإضافة إلى فرق موسيقية متنوعة ما بين الأمازيغية، الحسانية أو الإيقاعات الكناوية، وهو ما جعل الكرنفال غنيا من الناحية الفنية والبعد الثقافي.

حضور قوي للنساء وإبداع للفوز بالمسابقة

شهدت إحتفالات بيلماون بمختلف مناطق أكادير الكبير خلال السنة الجارية حضورا لافتا للنساء، إرتداء لجلود المعز أو للأزياء التنكرية، إلا أن الكرنفال الدولي كان مناسبة لجمع مختلف النساء اللواتي “اقتحمن” هذا الطقس الإحتفالي، حيث شارك العشرات من الشابات في ارتداء الجلود والأزياء التنكرية أو الأزياء الأمازيغية المختلفة والصحراوية.

“منال” شابة في العشرينيات من العمر، قالت تعليقا على مشاركتها في الكرنفال “النساء اليوم فكل مجالات الحياة كتلقاوها، علاش كتجيو حتال احتفالات بيلماون كتجيكم فشكل”، مضيفة “كانوا الرجال كيلبسو حوايج النساء فبيلماون باش يمثل دور النساء، علاش منشركوش حنا نيت ونمثلو الأدوار ديالنا”.

من جهة أخرى، يبدو أن المسابقة التي أطلقتها جماعة أكادير للفوز بأحسن لباس بيلماون، أحسن فرقة، أحسن قناع و أحسن زي تنكري، أشعلت حماسة المنافسة في المشاركين، حيث أبدعوا في ابتكار أزياء وأقنعة جميلة من الناحية الفنية وقوية من ناحية دلالتها؛ خاصة السياسية والإجتماعية.

إجماع حول “النجاح” وتطلع نحو العالمية

عدد من الجمعويين والسياسيين وكذا بعض السياح الحاضرين الذين استقت “آشكاين” انطباعاتهم، أجمعوا على نجاح الدورة الأولى على مختلف الأصعدة، التنظيمية، الفنية والإبداعية، مؤكدين على ضرورة الإستمرار في تنظيم نسخ قادمة والتحلي بالشفافية في ما يخص التدبير المالي للكرنفال؛ خاصة أنه ممول من أموال دافعي الضرائب فقط.

من خلال المجهود المبذول من طرف إدارة المهرجان في تنظيم الدورة الأولى، يتضح أن جماعة أكادير تسير نحو تحقيق الإلتزامات التي وعد بها عزيز أخنوش ساكنة أكادير على المستوى الثقافي، في مقدمتها جعل أكادير عاصمة للثقافة الأمازيغية، تحريك العجلة الثقافية في المدينة وإشعاع هذه الأخيرة بثقافتها دوليا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

3 2 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x