لماذا وإلى أين ؟

في نَقْدِ نُقَّادِ التَّطْبِيع .. أَ فَتَجْعَلُونَ المَغْرِبَ كَالمَشْرِقِ؟!

عبد المجيد موميروس

كَلّا؛ فَلَيْسَ المَغْرِب كَمَا المَشْرِقُ. ذلك؛ بما أنه الميثاق الأسمى للأمة المغربية العريقة، الذي تنص أحكامه الدستورية، على شرط العدالة الثقافية. حَيثُ؛ أنَّ المُكوِّن الثقافي العبري الأصيل، أي اليهود المغاربة المقيمون داخل الوطن، أو المتواجدين في جميع بقاع العالم. أَنَّ هذا المكَوّن المَحَلِّي، قد دَسْتَرَتْهُ الإرادة الشعبية، كَرافد من روافد الهوية الجامعة، التي تستند عليها الأمة المغربية. مثلَما؛ أن الثرات العبري، يعد جزءا لا يتجزأ عن فُسَيْفِسَاء الثقافات المحلية. و التي تُشَكل تنوع الأمة المغربية، على امتداد قرون مديدة. و حينما؛ مَارسَ مُرَوِّجو الأضَاليل، رذيلةَ الحِنْقِ العظيم، على إنتصارات الديبلوماسية العلوية الرابحة. فقد سقطوا جميعهم، في هاوية احتقار الشعور الوطني المغربي. بما أنهم قَبْلًا؛ لا يعترفون بمغربية الصحراء أصلًا. فإنما فقط؛ همْ يستغلون القضية الفلسطينة، لقضاء حاجاتهم الشخصية. إذ؛ لهم فيها مآرب إنتهازية شَتَّى، و مصالح شخصية عَفِينَة.

وَ قد آن الأوان؛ كي نفضح نفاق الثَقَافَة المُفَوّتة، التي يعمل حَمَلَتُها على دسّ السّمِّ المُسْتَوْرَد في العسل المَحلي. فلا بد لي إذن؛ من تَعْرِيَة التعبيرات المارقة الدَّخيلة، على متون الثقافات المحلية المغربية. لِكَيْ؛ يَسْقُطَ هَبَلُ التقاليد الثقافية، المسْتَلَبةِ أيديولوجيا و عقدِيًّا. لَتِلكُمُ التَّقاليد المُتَهالِكة؛ التِي تعملُ دوما و أبدا، على استنزاف رصيد القضية الفلسطينية. ذلك؛ خدمةً لأجندات إسترزاقية مالية، و قضاء لحاجات سياسوية انتخابوية.أوْ؛ طمَعًا في أنفال غزوة مَهْدَوِيَّةٍ مُنتَظرَة.

و حيث أن نَقْدَ التَّطْبِيع، بِنَقْدِيَ المَوْضُوعي يُنْتَقَدُ. قد صار على حَمَلَة الثقافة المُسْتَلَبَة، واجب الخروج عن مواقف التبعية الأيديولوجية، بعدما سقطوا في كمينها التاريخي اللاوطني. لِكيْ؛ نعتز أشد الإعتزاز، بمنجزات الديبلوماسية العلوية الظافرة. فأنها العاصمة الرباط دار السلام، أرض الحوار و به واجب الإعلام. و ها نحن؛ نفخر بالإستِبْسَال، دفاعا عن تيمة المرجع القيمي القويم. كي؛ نرحب باتفاقات الوئام الحضاري، مع دولة إسرائيل الصديقة. عبر وضعها؛ ضمن سياقها الإستراتيجي التاريخي، الذي يتلاءم مع زمن إنبثاقة النظام الإقليمي الجديد.

وَ لَوْ تَجَاسَر؛ عَلَى سيادَة وَطنِ الأولياء، أولئك الحشْدُ و حتى هَؤُلاء. من اللواتي و من الذين، قد جَلَسُوا القُرْفُصَاء. ينتظرونَ ظهور هُولُولُوغْرَام “المهدي الإفتراضي”، قبل أن يَسْتَسلموا معا. لَعِنْد بُكَائِيّات لَطْمِ الخدودِ، و قَرْعِ الصُّدورِ. مع كَسْرِ جَماجِم المعرِفة، و ردم هياكل التحضر كما التطور. بل حينما؛ نطالبُهم بتحرير الإرادة أولا، ولو بالنزر القليل من الواقعية الجديدة. فَلِكَيْ؛ نستطيعَ عِتْقَ رَقَبَة الدولة الفلسطينية. بينما؛ يَسْتَقْصِدُنا حِلْفُ “الحُصَلَاء”، بتَطْبِيعِهُمُ المشين مع باطل تقسيم الوطن المغربي. إذْ؛ مثَلُ القَوْمَجِي الهَرْطُوقي، الذي خَسِرَ عدالة القضية، جراء العنصرية الثقافية الغبية. كَمَثَل الإخْوَنْجِي المُحَرِّف، راعي التدين المُزَيّف، ناسِكِ الحاكمية العَصِيّة .

وا حَرّ قَلْبَاهُ؛ لقد نَسفَ الإثنان معا، ميكَانِيزْمَات عقل الخلاص الفلسطيني. و قد حَرَّفَا حدود القضية الفلسطينية، عن مواضعها التَّحَرُّرِية الحقيقية. و لَها هُما؛ الإثنان معا، يَحْمِلَان أقلام الهُتَافِ الشعبوي، ضد إنجازات الدبلوماسية العلوية المتنورة. و من فرط الغباء الطبيعي، عند فَيَالِق الحصلاء. قد نسوا أن سخرية الأقدار التاريخية، تضعهم من جملة الأشقاء الأعداء. و يَالَبَشَاعَة أُخُوَّة التآمر؛ التي لا تعترف قطعا، بسيادة المملكة المغربية على كامل صحرائها العزيزة. حيث؛ يَتَوَاعَد الحشد المَعْصُور الخاسر، مع مراد المرادية الخبيثة. فيَتَوَعَّدون الوطن المغربي، بمقالات التجريح اللقيط. تلكم؛ المحشوة بمعاني “الغَرْبيَّة”، المُدَنّسة لرمال الصحراء المغربية. و لَدونَ؛ أن يَجْتَهِدَا في أداء واجب الإعتراف الأخوي المُنْصِف، بواقعية السيادة المغربية التاريخية. ذلك قصد؛ مَسْحِ مَعَرَّةِ التّخَلُّف اللادبلوماسي، عن جَبين أدعياء العروبة الإسلامية!.

كيف لا؟!؛ وَ قَد جاءهم نبأ الإعتراف الإسرائيلي، و الإقرار اليهودي الشجاع بمغربية الصحراء. بينما؛ الذين هم في عداد الأشقاء الأعداء، لَيَحْتَقِرُون الشعور الوطني المغربي. لَمّا يَصِمُونَ الصحراء المغربية، بِوَصْمَة الغربية. ضمن حَمِيّة مُصْطَنعة، مُبَرْمَجة على تراكُبِيّة أحقاد مُستَنْسَخَة. قد وقَّعت عليها، أقلام نَاطِقة بإسم الخرافة القَوْمَجِية و الحاكمية الإخْوَنْجِيّة. و هي بالحرف، و بالشكل، و بالمعنى، نفس مقالات رأيِ المرادِيّة الخَبيثة.

فإنَّمَا؛ زمن مقالتي، عند نَقْدِ نُقادِ التّطبيع. وَ لذي؛ كْرُونُولوجيا الحُجِّيَّة الملموسة، التي تفيد كل عاقل صدوق لبيبٍ. بأنّ مَثَل السبَاب المُنْبَعِث، من أقلام القوْمجِية الفاشلة. كمَثَلِ رَذاذِ بخّاخِ التدين الحاكمي المتطرف. وَيْكَأنَّ حساب مقالتي، على هيئة متوالية نَثْرِيّة هندسية. أيْ: أني أرِيدُها إستمرارية نَقدية تَوْعَوِيّة. ذلك؛ بما أن إستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، نتاج تراكم حضاري تاريخي. كما أنه؛ إنبثاقة طبيعية لنظام إقليمي حديث، قد خرج من رحم الواقعية الجديدة. أَيْ: بما يتواءم مع النظارات التي ترى بها المملكة المغربية، علاقتها الدبلوماسية مع جميع دول المعمورة على حد السواء. أي: على أساس الوضوح الأخلاقي و القانوني، و الإعتراف الصريح بسيادة المملكة العريقة، على كامل صحرائها المغربية.

غير أن نفاق الثقافة الغبية، لكأنه هَرَجٌ وَ مَرَجٌ، ضد مصالح المملكة المغربية الأبية. فَلا؛ و لن أستَحِبَّ عَمَاهَ مقالاته المأجورة. إذْ؛ مَثَلُ اللواتي و الذين جعلوا من مسار القضية الفلسطينية، تَبْضِيعًا إِسْتِنْفَاعِيًّا مُدِرًّا للربح المالي الوفير. كمَثَلِ هؤلاء و أولئك، الذين مسخوا القضية الفلسطينية. لَمسخًا عَقَدِيًّا خدمة لمصالح دول إقليمية طائفية، متصارعة حول التمكين المذهبي أو الإنتشار الإستراتيجي. تماما؛ لَمَسْخًا مهوُوسًا بِصَرَع الإنحرافات العَقَدِية، و تضْبيعًا مَرْبُوطًا بِعقيدة حربِ التوسع الإقليمي. ذلك؛ بغرض التَّحَكُّم في مصائر الشعوب المغبونة، و نَهبِ مُقَدَّرَاتِها الوطنية الاستراتيجية على طول حدود دول غرب آسيا، و شمال أفريقيا.

سَجَّاع، شَاعِر وَ كَاتِب الرَّأْيِ
رئيس الإتحاد الجمعوي للشاوية

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
25 يوليو 2023 00:28

من باب تذكير مثقفي زماننا !!
اليهود كشعب عاشوا في كل بقاع العالم…بحكم حكم الله عليهم بالشتات ! و النبي في المشرق كان له من الجيران يهودا و قد جرى بينه عليه الصلاة و السلام مصارفات!! و لا يكفي ان نستجمع من هنا و هناك حكايات لاجداد هم أجدادنا كذلك لتبرير الاصطفاف العرقي!!
لا يعنينا كمغاربة انك تميل بحكم علمكم او ثقافتهم الى جهة دون اخرى!
ما يهم هو ان لا يدفع البعض الهيام للتفريق بين المغاربة من مبدأ انا اعلم و الاخر لا!
فالمغرب يسع الجميع بما فيه الجيل….!!

MRE de Montpellier
المعلق(ة)
25 يوليو 2023 08:50

bonjour
une très bonne analyse , en résumé le résultat final il se trouve dans les Réponses de cette question ? depuis 80 Ans que le problèmes de Gaza est toujours insolvable? pourquoi toujours insulter les juifs et les Mécréants chrétiens? pourquoi les Juifs ils ont Réussit dans tout, dans tous les domaines , et pas les Arabo-Musulmans pourquoi? Nous sommes à la traine pourquoi ? Nous sommes trop fort que pour insulter les meilleurs que nous ? Réponses ce sont 3 A A A / l’Amour vrai de son pays et ses citoyens l’Amour DU TRAVAIL BIEN FAIT et l’Amour de la valeur de la Probité morale

فريد
المعلق(ة)
25 يوليو 2023 05:27

إسرائيل ليست دولة صديقة، كما السعودية أو فرنسا أو أية دولة أخرى، الصداقة لا وجود ولا معنى لها في العلاقات السياسية، هناك تفاهمات أو علاقة رابح-رابح. التطبيع مع إسرائيل شيء طبيعي كان لا بد أن يحصل، المشكل أو العيب كان في الهرولة والإسراع في إستذراك ما فات مند سنة 1948 تاريخ قيام دولة إسرائيل والذي هو تاريخ بداية شحن المواطن العربي والترسيخ في دهنه أن إسرائيل هي السبب الأول والوحيد لكل مآسي الوطن العربي. بين عشية وضحاها أصبحت إسرائيل هي “الصديق” الوحيد للمغرب وهي التي ستحل كل مشاكله وبشكل أسبوعي يزور مسؤوليها بلادنا ليُباع الوهم للمواطن المغربي وربما علينا الإحتفال باليوم الذي قررت فيه الإعتراف بمغربية والذي أساسا كان يجب أن يكون هو أول مبادرة بعد توقيع إتفاق التطبيع، ولكن الهرولة جعلت من يحكمنا يضطر لإستعمال وسائل الضغط لإجبار الطرف الإسرائيلي على ذلك، وربما قبل مهاجمة أي كان علينا التبصر وشيء من النقد الداتي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x