2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كيف استُخدم القمح سلاحاً في حرب روسيا على أوكرانيا؟

سلط الفيلم الوثائقي -الذي بثته الجزيرة اليوم الجمعة (2023/7/28)- الضوء على موضوع استخدام القمـح سلاحا في الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير 2022، و تداعيات هذا الاستخدام على طعام و حياة الناس في العالم.
وكشف الفيلم أن النتيجة الأكثر مأساوية لهذه الحرب كانت نقص الغذاء الذي طال الفقراء والأغنياء على السواء بعد أن تراجع الإنتاج الأوكراني من الحبوب، وواجه المزارعون في هذا البلد مشاكل حقيقية، سواء في الإنتاج أو في التصدير، وذلك بعد أن كانوا يوفرون أكثر من 5 ملايين طن من القمح شهريا.
وتعد أوكرانيا من أهم الدول المنتجة والمصدرة للقمح في العالم، وتتمثل ثروتها في تربتها السوداء التي تعد الأفضل في العالم، وهي خصبة للغاية ويطلق عليها “تربة الذهب الأسود” كما تقول لورا رايلي المراسلة المتخصصة في تغطية أخبار الغذاء في صحيفة “واشنطن بوست”.
ووفق ماركو أنسالدو -وهو خبير جيوسياسي ومراسل أجنبي في تركيا- فقد استُخدم الطعام سلاحا جيوسياسيا في حرب روسيا على أوكرانيا.
بدوره، حذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد مولدرو بيزلي من أسوأ أزمة غذائية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، معتبرا استخدام القمح سلاحا بأنه “إعلان حرب على الأمن الغذائي العالمي”.
وطالت أزمة الغذاء التي نتجت عن حرب روسيا على أوكرانيا دولا عربية مثل لبنان و اليمن، وهو ما أشارت إليه المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في برنامج الغذاء العالمي كورين فلايشر بقولها إن اليمن يستورد 90% من احتياجاته الغذائية، قرابة 30% منها تأتي من البحر الأسود، وإن 16 مليون يمني لا يستطيعون الحصول على كفايتهم من الطعام.
وبعدما كان برنامج الغذاء العالمي يشتري الحبوب الأوكرانية من أجل إطعام العالم الثالث بات يعمل من أجل إنقاذ أوكرانيا وتوزيع المواد الغذائية على سكانها، ويقول البرنامج إن 20% من الأوكرانيين معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي.
دور تركيا في حل أزمة الحبوب
وجاءت أزمة الغذاء بعد أن تضررت المنظومة الحيوية للزراعة الأوكرانية والمتمثلة في صوامع الغلال الضخمة التي يخزن فيها الحصاد الجاهز للتصدير من أوكرانيا إلى جميع أنحاء العالم.
وأكد دميتراسيفيتش ماركيان نائب وزير السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا أنه قبل 24 فبراير/شباط 2022 كانت السعة التخزينية تقدر بحوالي 75 مليون طن من الحبوب، وتم تدمير حوالي 5 ملايين طن بسبب الأعمال العسكرية.
وأضاف أنه خلال الأسابيع الأولى من الحرب ضُربت سلاسل لوجستيات التوريد داخل أوكرانيا، مثل تسليم الطحين وتسليم المواد الخام لصنع الخبز.
وتفاقمت الأزمة بعد إغلاق موانئ البحر الأسود والقصف الروسي لميناء أوديسا الذي كان أحد أهم الموانئ البحرية في العالم، إذ ظل متوقفا عن العمل لعدة أشهر.
وبحسب الإحصائيات، فقدخسر الاقتصاد الأوكراني 6 مليارات دولار شهريا بسبب حصار الموانئ.
وركز الفيلم الوثائقي على دور تركيا و رئيسها رجب طيب أردوغان في حل أزمة الحبوب الأوكرانية، وهو ما أشار إليه الخبير الجيوسياسي ماركو أنسالدو بقوله “يجب الاعتراف بأن الرئيس التركي قد لعب دورا لم يلعبه الآخرون، فهو يستغل الموقع الجيوسياسي لبلاده بشكل جيد ويضعها في قلب صورة تثير الاهتمام”، مؤكدا أن تركيا لطالما حافظت على موقعها بين الجانبين، فهي تتواصل مع موسكو وكييف.
واستعادت سفن الشحن نشاطها لتصـدير الحبوب الأوكرانية بعد توقيع اتفاقية الحبوب في 22 يوليوز 2022 بإسطنبول.
و اعتبارا من 30 أكتوبر الماضي خرجـت أكـثر من 400 سفينة من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود بحـمولة إجمالية قدرت بـ9 ملايين و700 ألف طن من المنتجات الزراعية.
وبدءا من 14 سبتمبر الماضي توجهت 27% من السفن نحو دول العالم الثالث و547% نحو الدول الغنية، فيما بلغت الصادرات إلى لبنان والصومال 1% فقط.
الحبوب الخارجة من البحر الأسود تدهب لتسمين الخنازر والأبقار في أروبا الغربية والقليل من هاته الحبوب ستصدر لجياع العالم: حبوب البحر الأسود ستَخرج بثمن 100 ولكن جياع العالم لا يتوفرن على 100 وبذلك عليهم الدخول في ميدان المديونية وكيفية الحصول على دين ومتاهات أخرى ليكون مصير الحبوب الخارجة من البحر الأسود هو مخازن الدافع الآني وبدون تردد أي مخازن مربي الخنازير والأبقار في أروبا الغربية الذين يُساهمون في تسمين الأروبيين إلى حد جعل السمنة آفة إجتماعية-إقتصادية وعلى ضعفاء هذا العالم دفع ثمن عواقبها.