2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تناقلت الصحف الإسبانية خبر قدوم رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايته، بيذرو سانشيز، أمس الثلاثاء فاتح غشت 2023، إلى مدينة مراكش، لقضاء العطلة الصيفية، وذلك بعد أيام فقط من إجراء انتخابات مبكرة، لم تكشف نتائجها، المعلنة في 23 يوليوز 2023، عن ملامح من سيترأس الحكومة الإسبانية.
وتأتي زيارة سانشيز للمغرب بعدما حصل الحزب الشعبي على عدد أصوات لا يمتعه بالأغلبية المريحة، بل سيصعب عليه حتى تشكيل تحالفات حكومية نظرا لتنافر توجهاته مع الأحزاب الصغيرة الأخرى، وهو ما أدخل المشهد السياسي الإسباني في حالة من الترقب، ما قد يضع البلاد أمام سيناريوهات متعددة، على رأسها الدخول في “بلوكاج” سياسي أو إعادة الانتخابات من جديد.

هذا الوضع الانتخابي “الضبابي” جعل مراقبين يعطون لزيارة سانشيز “أبعادا متعددة، أكثر من كونها مجرد عطلة صيف عابرة، بل هناك من تساءل عما إن كانت محاولة من سانشيز لاستمالة أصوات المهاجرين المغاربة الذين يشكلون كتلة ناخبة قوية في إسبانية، من أجل الاستعانة بهم لقلب الطاولة على رفاق فيخيو، في حال فشل الحزب الشعبي في تشكيل الحكومة وتم الإعلان عن إجراء انتخابات جديدة.
تفاعلا مع ذلك، يرى أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق بسطات، عبد الحفيظ اليونسي، أن “زيارة سانشيز للمغرب بعد نهاية ولايته كرئيس للحكومة لا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل، لأنه دستوريا سانشيز لم يعد رئيسا للحكومة بعد فوز الحزب الشعبي بالانتخابات الاخيرة، وهو المكلف الآن دستوريا بتشكيل الحكومة رغم صعوبة ذلك”.
وشدد اليونسي، في تصريحه لـ”آشكاين” على أن “هذه الزيارة كانت ستكون لها تبعات سياسية على الداخل الإسباني لو تمت بصفته التي انتهت، خاصة أن هناك آليات رقابية مهمة لتتبع تمويل ومضمون هذه الزيارة سواء تعلق الأمر بالبرلمان أو الصحافة”.
وأضاف المتحدث أن “ما تجب الإشارة إليه، هو أن علاقة المغرب مع رؤساء الحكومة الإسبان، خصوصا من الحزب الاشتراكي، غالبا ما تمتد ما بعد نهاية ولايتهم ويتحولون لأصدقاء المغرب”.
وخلص أستاذ العلوم السياسية، عبد الحفيظ اليونسي، إلى التأكيد أن “الموقف التاريخي حول مغربية الصحراء لسانشيز كرئيس للحكومة تدل على أن هذا التقليد سيستمر”.