لماذا وإلى أين ؟

لقاءُ بوريطة مع وزير بريطانيا .. هل هي بداية التخلُّص الفعلي من هيمنة الفرنسية على قطاع التعليم؟

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء 3 غشت 2023، مباحثات مع وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة، اللورد طارق أحمد لويمبلدون، تناولت الوضع في المنطقة وفي إفريقيا.

ووصف طارق أحمد لويمبلدون هذه المحادثات الهاتفية بأنها “بناءة”، مشيرا في تغريدة على تويتر، إلى أن التبادل ركز على عدة مواضيع من بينها “الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي النيجر و ليبيا، وكذا قضايا ثنائية وإقليمية أوسع نطاقا”.

هذه المحادثات أشار فيها الجانبان إلى توسيع العلاقات الثنائية وارتباطاتها إلى “قضايا ثنائية أوسع نطاقا” في “عدد من القطاعات الرئيسية مثل التعليم، التجارة وتغير المناخ”، وهما ما يحلينا عن التساؤل عن مغزى هذه الإشارة وهل يمكن أن تكون هذه بداية للتخلي الفعلي عن الفرنسية في عدة مجالات منها التعليم.

في هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الخارجية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “بريطانيا لا تربط بين العلاقات الاقتصادية والثقافية كما تفعل فرنسيا، فبريطانيا لا تفعل ذلك لأن لديها استراتيجية ومنهج آخر مختلف وتتعامل بنسق آخر”.

وأكد الشيات في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “فرنسا تريد التوغل على المستوى الثقافي والتجاري والمصلحي عن طريق خلق نخب ثقافية وتعليمية فرنسية، هذا الأمر أعطاها نوعا من الريادة، خاصة عن طريق مجموعة من المدارس الفرنسية التي من خلالها يتم التعيين في عدد من المناصب المهمة بالمغرب، أصبح بذلك المغرب يميل أكثر نحو فرنسا عن طريق هذه النخب التي تتحول إلى نخب على المستوى السياسي”.

وشدد المتحدث على أن بريطانيا تعتبر أن روابطها الاقتصادية المتينة مع المغرب ستحول العلاقة على مستوى الثقافي وحتى على المستوى الفعلي والواقعي، ويبدو أن المغرب والمغاربة عموما يميلون أكثر نحو اللغة الإنجليزية والثقافية البريطانية الأمريكية، لأنها ثقافة علم ومعرفة، عكس الثقافة الفرنسية التي تترك المجال أكثر فأكثر لهذه الثقافة بما فيها محور عامل اللغة”.

وخلص الشيات إلى أن “هذا الأمر سيتكرس على مستوى التعليم ونتائجه على المستوى الاقتصادي”، مشيرا إلى أن “بريطانيا في حاجة إلى العلاقات الاقتصادية مع المغرب أسبق من حاجتها للعلاقات الثقافية، التحول سيقع أيضا حتى على المستوى الثقافي على المدى المتوسط والبعيد”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x