لماذا وإلى أين ؟

المُـستحيل ليس مغربيا: عنوانُ ملاحـم وإنجـــازات..

محمد بنطلحة الدكالي*

الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، يعتبر ملهما ومرجعيا بالنسبة للشعب المغربي، إنه تلك الروح الوطنية الصادقة التي تدعو إلى الجدية وتغليب المصلحة العليا للوطن والشفافية والصدق في العمل، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة في إطار تكافؤ الفرص بين المغاربة المعروفين بخصال الصدق والتسامح والانفتاح والاعتزاز بتقاليدهم العريقة والجدية والتفاني في العمل.

إن ماصرح به ملك البلاد،كان عنوانا لإنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم 2023 وهو قرار الترشح المشترك لكأس العالم 2030  مع إسبانيا والبرتغال،ويتجلى كذلك في تصنيع أول سيارة مغربية محلية بكفاءة مغربية، كما أن الجدية تتجلى وراء الاعترافات المتوالية بالوحدة الترابية للمملكة.

إن الجدية التي يدعو إليها ملك البلاد في خطابه المؤسس يجب أن تكون أسلوب حياة وحافزا للنبوغ المغربي، وليست شعارا فارغا، بل مفهوما شاملا يشكل عددا من المبادئ الإنسانية من أجل فتح آفاق واسعة من الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي يستحقها المغاربة في إطار التلاحم و الترابط المقدس بين العرش و الشعب.

وفي غمرة الاحتفال بعيد العرش المجيد، واستلهاما لروح الخطاب الملكي، الذي كان طاقة محفزة للشباب المغربي، حقق المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية تأهلا تاريخيا إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم بأستراليا.

بطلات المغرب تجاوزن دهشـة البدايات وآمن أن المستحيل ليس مغربيا،و أنجزن على الميدان ملحمة كروية وصل صداها إلى كل بقاع العالم، حيث تظافرت الإرادة والجدية من أجل رسم لوحة رياضية بمداد العرق والانضباط التكتيكي،إسمها الحلم المغربي.

إن هذا الإنجاز التاريخي لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء نتيجة لعملٍ جماعي وتأطير تقني وتدبير رياضي عقلاني واستشرافي، وفق رؤية ملكية من أجل الارتقاء بالشباب المغربي في كل الميادين وتطوير كرة القدم والارتقاء بها إلى مصاف العالمية.

وهذا الإنجـاز الكروي يعكس مضامين الخطاب الملكي السامي، “الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف و تسلح بالجد و بروح الوطنية، دائما ما يُبهر العالم، بإنجازات كبيرة وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم”.

الجدية تدعو إلى استلهام ثقافة النجاح والانتصار، واستحضار آليات التفكير النقدي والإبداعي، وإشاعة ثقافة الحق و الواجب والمسؤولية والمحاسبة وقيم الحكامة والعمل الصادق” النية” والارتقاء والابتكار.

إنها عنوان مرحلة وموعد مع التاريخ و انتصار للقيم السامية و للمصلحة العليا للوطن، إنها روح تتجدد باستمرار من أجل أن يستمر النبوغ المغربي…

 *أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x