لماذا وإلى أين ؟

سطاير: المسرحُ و الطبـخ و الرسم ثلاثيــة أعشقها و الفنُّ عِـــلاجٌ بديل

منصف الإدريسي الخمليشي

يعتبر أبا للفنون, يوصي به أطباء علم النفس, كعلاج لحالات الاكتئاب و الفصام و مراكز الإدمان, يعتمد كمادة لتدريس الأساتذة بعض أساسيات التعامل مع التلميذ, ظهر منذ القدم, و حسب نقاد و مؤرخين يعود تاريخ ظهوره لزمن اليونان, إنه المسرح، الفن العلاجي الذي جعله ممارسوه أداة فعالة للهروب من المشاكل الهدامة و بناء نفسية الإنسان, حول المسرح و أشياء أخرى أجرينا حوارا مع الفنان المسرحي و الكوميدي و الفنان التشكيلي و السيناريست ” زكرياء سطاير”

في جوابه على سؤال من هو، يجيب أنه شاب كباقي الشباب عمره 24 عاما يسكن بسلا و كانت بداياته الأولى في دار الشباب و هو حاليا يدرس ضمن الفوج الأول بأول مدرسة تدريس الفنون في المغرب ARTS-SCHOOL بنفس المدينة.

الفنان ” زكرياء سطاير” يُعـــدُّ من الفنانين الذين يعتبرون أن المسرح و الفن اختارهم و كان خير اختيار بحيث تشبث به ليصير واحدا من أحلامه كما أنه ينوي الاحتراف في هذا المجال, و هو مقبل على عدة مشاريع ثقافية بصدد التحضير لها.

” زكرياء سطاير” إنسان جامع شامل يهتم بكافة الأشياء التي من الممكن أن تنفعه في حياته العامة و هذا الذي جعله ينفتح على الطبخ حيث حصل على ديبلوم ” شاف كويزيي” الذي مكنه التعرف على عدة ثقافات في العالم ” الإيطالية, الاسبانية, البرازيلية, الأسيوية” و معرفة مدارس الطبخ و عبر الطبخ التعرف على العديد من الثقافات الأخرى و خاصة المسرح هوسه الأول, كما أن السلطات و الأطباق عبارة على لوحات تشكيلية خالدة, بحكم اهتمامه بالفنون التشكيلية أيضا فهذا ساعده ليطوره أساليبه في التعامل مع الريشة و القلم و ابداع لوحات تشكيلية ذات معاني عديدة و هذا بشهادات بعض نقاد المجال الفني في مجال التشكيل.

اشتغل الفنان المسرحي الواعد ” زكرياء سطاير” في عدة أعمال مسرحية معقدة لكبار الكتاب المسرحيين في العالم المعاصر و على رأسها مسرحية ” رحلة حنظلة” للمؤلف المسرحي السوري الراحل ” سعد الله ونوس” و الفيلم القصير ” صباح الخير” و ما يشترك في العملين هو تناولهما لمواضيع سياسية في قالب اجتماعي, للعملين مخرج واحد يعتبر أحد المخرجين الذين كان لهم الفضل في شق طريق العديد من الفنانين على مستوى التكوين فقط و في محاولة منا لمعرفة اسم المخرج رفض ذكر الاسم لأسباب خاصة.

كما أنه شارك في فيلم مدرسي قصير تحت عنوان ” الصبيحي” و اشتغل في مسرحيات أخرى ” رحمة, زيارة عالمية, حي و ميت, إلى سلا, خدامة توت اوبسيون” و مسرحية فردية تحت عنوان ” الورث” تتألف من عشر شخصيات, حيث كان أولى المسرحيات التي قام بتأليفها و إخراجها, أما في ما يخص الجديد الفني فالفنان المسرحي الواعد ” زكرياء سطاير” يؤكد أنه في طور وضع آخر اللمسات على عرض مسرحي كوميدي رفقة أمهر الكوميديين الشباب, و يعد الجمهور المغربي بترقب مشروع شبابي جاد و جديد سيجعل الفنانين الصاعدين و الرواد أن يعجبوا به و بهذه الابداعات القادمة التي تحمل طابعا جديدا على مستوى الشكل.

كما أن الفنان ” زكرياء سطاير” الذي ولج عالم الفن التشكيلي و الرسم و يعود الفضل في كل هذا و يوجه شكره الخالص و كل التحية للفنان ” وهيب معنينو” و الفنانة ” عائشة الخوتاري”

يحدثنا الفنان ” سطاير” عن قدوته في عالم الفن و يقول أن الفنان الأمريكي ” روبين ويليام” أحد الفنانين العالميين الذين يعترف بهم و يعتبرهم قدوة له, نظرا لحنكته الإبداعية في تقمص الأدوار الصعبة كما أنه يرى نفسه في المستقبل قد يصل الى مستواه التشخيصي و قد يتعداه و يكون أحد المشخصين المرموقين في التاريخ المعاصر.

يرجع الفنان ” زكرياء سطاير” الفضل في ولوجه هذا العالم الفني إلى مؤسسة دار الشباب التي ساهمت في تأطير العديد من الشباب في المغرب عامة و في سلا خاصة, و يشكر جميع مديري دار الشباب و على رأسهم السيدة ” نوال بنيوسف” التي كانت و لا تزال تدير إحدى دور الشباب في مدينة سلا, كما أنه يوجه الشكر الجزيل للمنتج و الفنان الكوميدي و الكاتب الساخر ” أنور خليل” على تعاونه مع شباب مدينة سلا و الذي منح له فرصة التكوين في هذا الفن أكثر حرفية و أكثر إبداعية عبر مشروع ” آرت سكول” و الذي جمع خيرة شباب مدينة سلا ليتكونوا و يعرفوا مجموعة من التقنيات التي ستنفعهم في مستقبلهم الفني و المهني و الحياتي, و للكوتش ” إسماعيل بابويه و خالد زبايل” كما يوجه الشكر الخاص للمديرة التربوية لمدرسة ” آرت سكول” السيدة “مونى بنجلواجة” و يعزى هذا الشكر لإيمانها به و بمواهبه التي كان لها الفضل الكبير في تنميتها و جعلها موهبة استثنائية تعرف عدة أشياء قد تنفع, كما أنه لا يريد أن يمر مرور الكرام و وجه رسالة شكر لصديقه و أخاه ” منصف الإدريسي الخمليشي” الذي يقول لولاه لم أكن سأعرف ما هو المسرح, و لأن العائلة تعتبر من أهم العناصر المكونة لحياة ” زكرياء سطاير” إنه يعبر عن امتنانه لأسرته الصغيرة و عائلته الكبيرة التي كان لها الفضل في اتمامه هذا المسار الذي يشقه خطوة خطوة.

لكل فنان حلم, و للسطاير, أحلام, فمن بين أحلامه هو الولوج لعالم التلفزة و السينما و كذا تأسيس مشروع شركة انتاج, و يقول: ” في وقت كنا نحتاج ناس ليساعدونا و لم يبخلوا علينا كذلك نحن نريد أن نساعد شبابا ليلجوا عالم الفن و الابداع الشرط الوحيد هو أن تكون مبدع” كما أنه يخبرنا أنه لازال في بداية طريقه نحو صناعة الحلم و تتويج نفسه به و لأجل الوصول الى أهدافه يقول: ” مازال خاصني نبحث”

يخبرنا الفنان المسرحي ” زكرياء سطاير” في مقارنة بين المسرح في الماضي و المسرح في الحاضر فهو يجد أن هناك تطور في الكتابة الإبداعية خاصة و أن في الماضي اغلب الاعمال كانت تعتمد على ” الاقتباس و الترجمة” في حين الآن هناك تأليف خالص مبني على بحث بل و هناك طرق جديدة في المسرح و هذا الذي سيجعل المسرح في المغرب الحالي يتطور و خير دليل على هذا هو تقدم المملكة المغربية في المهرجانات العربية و الدولية و تألقها و نيلها رتب أولى في غالب الأحيان, إذن فالمسرح المغربي في تحسن و تطور ملحوظ, و مسألة الجوائز أنا أراها صحية لخلق تنافسية على الابداع, ما المعنى من انتاج مسرحي دون أن تكون مكافأة لمنتجي هذا العرض من فنانين و مبدعين, و هذا الذي سيجعل الفن المسرحي أحد الفنون التي ستظل تتقدم و تتطور.

يوجه الفنان المسرحي الشاب ” زكرياء سطاير” رسالة للجمهور المغربي و لصناع الابداع المغربي و يقول: ” عفاكم تيقوا في الجيل الجديد”.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Omar
المعلق(ة)
9 أغسطس 2023 11:37

استسمحك…هل تعتقد انك تستطيع العيش من المسرح ؟و هل يمكنك الاعتماد عليه لبناء اسرة ؟ام هي فلسفة حياة اخترتها لتعيش حياتك كما تريد . ..ملاحظة بسيطة من اب قلبه عليك:لا تأت بعد ثلاثين او اربعين سنة و تبدأ بالشكوى و قلة ذات اليد فأنت اليوم شاب تختار بكل حرية مسار حياتك و انا شخصيا و حتى ابنائي من بعدي غير مسؤولين عن هذه الاختيارات لن نقبل بالتبريرات من قبل انا فنان قدمت و قدمت لكم ..انت لم و لن تقدم لنا شيئا و حتى العروض المفترضة مستقبلا سنؤدي مقابلها …اسباب نزول هذا الكلام هو ما اصبحنا نشاهده من تشكي و تظلمات اهل المجال من الرعيل السابق…اتمنى لك التوفيق

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x