2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يبدو أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ينحصر يوما بعد يوم في الزاوية، بعدما تراجع نفوذ فرنسا في العديد من الدول الإفريقية، خاصة في مالي و النيجر التي تشهد انقلابا عسكريا على حكم محمد بازوم، ناهيك عن حث نواب فرنسيين على ضرورة إعادة النظر في علاقات فرنسا مع الدول الافريقية.
تراجع العلاقات الدبلوماسية الفرنسية مع عدد من الدول الافريقية، بينها المغرب، أصبحت قضية شائكة لدى نواب فرنسا الذين ما فتؤوا يحرجون رئيس بلادهم بين الفينة و الأخرى بسبب تبعات تدهور وتقهقر هذه العلاقات على عدة مستويات.
وفي هذا الصدد، طالب نحو 94 نائبا فرنسيا، وفق ما أوردته صحيفة “لوفيغارو“، ماكرون بالخروج من المنطقة الرمادية و اتخاذ موقف صريح تجاه القضية الوطنية الأولــى للمغرب والمغـاربة.
وفي رسالة موجهة للرئيس الفرنسي، استشهد النواب باعتراف كل من ألمانيا و إسبانيا بسيادة المغرب على الصحراء ومدى صدقية خطة الحكم الذاتي كحل لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء.
وفي المقابل، استغرب النواب موقف الرئيس الجزائري مع فرنسا والذي وصفوه بـ”التذبذب” بين الحديث عن زيارة مرتقبة إلى باريس والتي تأجلت بشكل متكرر، وبين حديثه عن فرنسا “كشيطان” مسؤول عن كل الشرور التي تعرضت لها الجزائر.
وفي تونس، تردف الرسالة، أن رئيسها قيس سعيد يتوجه إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم العربي، لكن بدرجة أقل إلى فرنسا، التي “لم تعد محط اهتمام لديه”.
ودعا النواب ماكرون إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقات الفرنسية الإفريقية، والتي أصبحت متدهورة بشكل واضح، بحسبهم، مسائلين عن الأسباب وراء ذلك.
و أشار الموقعون على الرسالة إلى التراجع الكبير للشراكة العسكرية والتعاون الثقافي واللغوي لفرنسا مع القارة الإفريقية، لصالح روسيا عسكريا، والصين اقتصاديا والولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسيا، فضلا عن اندحار الفرانكفونية لصالح الانجليزية.
وأشاروا إلى أن رفض النيجر، وقبلها مالي و جمهورية إفريقيا الوسطى و بوركينا فاسو استمرار تواجد القوات الفرنسية ببلدانها، جاء بعد فشل عملية برخان.
واعتبروا أن “ميليشيات فاغنر”، استغلت الوضع وساعدت “الدكتاتوريين” أو القادة الذين يحتفظون بالسلطة من خلال توحيد شعوبهم ضد “القوة الاستعمارية القديمة”.
وعرج النواب، على ذكر أن “مليشيات فاغنر تقوم في إفريقيا جنوب الصحراء بمظاهرات وأعمال مناهضة للفرنسيين حتى في البلدان المعروفة بأنها قريبة منهم، مثل كوت ديفوار.
زمن المراهقة السياسية في الاليزيه سيعصف بمستقبل فرنسا، في سابقة لم تعرفها دولة الانوار من قبل.