لماذا وإلى أين ؟

“بيــدوفيل الجــديدة” يُحيي مطالب سن قوانين زجرية و يرمي الكرة في ملعب البرلمانيين

ما تزال موجات الاستنكار لواقعة “بيدوفيل الجديدة” تتصاعد بشكل واسع، و تتجدد المطالب على نطاق واسع للتصدي بحزم لجرائم التحرش الجنسي بالأطفال، حفاظا على سلامتهم النفسية. وفي سياق هذه الظاهرة المؤرقة أجمعت فعاليات حقوقية على تطبيق قوانين زجرية وتبني استراتيجيات استباقية وفعالة، مع ضرورة التركيز على مؤسسات التنشئة الاجتماعية.

وفي ظل ما تشهده المملكة من تكرار حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال وتأثيرها السلبي على المجتمع، أعاد المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، التأكيد على دور التنشئة الاجتماعية باعتبارها مسؤولية الجميع بدءاً من الأسرة و المؤسسات التربوية الحكومية منها و المدنية و الشارع و الإعلام .

ونبه المرصد في بلاغ توصلت جريدة “آشكاين” بنسخة منه، إلى خطورة ما اعتبره “خلط أوراق واقعة الاعتداءات الجنسية على الأطفال من جهة و واقع المخيمات ببلادنا من جهة ثانية و التي تقوم أغلب مؤسسات التخييم بأدوار وطنية تساهم في ترسيخ أخلاق المواطنة القائمة على مبدأ الحقوق و الواجبات”، مشددا في الآن ذاته على موقفه المتمثل في “رفض و إدانة أي شكل من أشكال الفساد الأخلاقي من تحرش و اعتداء جنسي و كل فعل حاط بالكرامة”.

وطالب المصدر ذاته الجهات المعنية بضرورة اعتماد “مقاربة شمولية تدمج الأبعاد التربوية والحقوقية والنفسية والإعلامية تجاه الأطفال ضحايا هذا الاعتداء الشنيع”، إضافة إلى “دعم كل المبادرات التي يقوم بها مختلف المتدخلين والفاعلين في مسار التنشئة الاجتماعية بشكل متكامل لبناء مجتمع حداثي منفتح مؤمن بثقافة الاختلاف و متشبع بقيم الأخلاق و المواطنة”، داعيا بذلك النيابة العامة إلى “تعميق البحث في الأحداث بأسبابها و ظروفها و امتداداتها و اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لتطبيق مقتضيات الدستور و القانون الملائم لخطورة الأفعال الخطيرة تجاه طفولة بريئة”، وفق تعبير البلاغ.

الموقف ذاته عبرت عنه الهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب، مبرزة أن التحرش بالأطفال واغتصابهم “ليسا فقط انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فقط، ولكنهما يتسببان أيضا في إحداث ندوب جسدية وعاطفية ونفسية على ضحاياهم مدى الحياة هذه الأعمال تحطم أساس براءة الطفولة، وتسبب أضرارا لا يمكن إصلاحها للأفراد والمجتمعات على حد سواء”.

كما دعت ضمن بلاغ، الحكومة والجهات المعنية بتطبيق القانون والنظام القانوني إلى “اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، ضد مرتكبي التحرش بالأطفال واغتصابهم” معتبرة أن تأخر العدالة يعد “إنكارا للعدالة”، رافضة بذلك “ترك أصوات الضحايا غير مسموعة”.

وأمام الاعتداءات التي وصفتها بالشنيعة طالبت الهيئة تشديد القوانين والعقوبات، وذلك من خلال “سن وتطبيق قوانين صارمة لا تترك مجالاً للتساهل مع أولئك الذين يرتكبون هذه الأعمال الشائنة”. مشددة على ضرورة أن “تعكس العقوبات خطورة الجرائم وتكون بمثابة رادع قوي”.

الوثيقة ذاتها طالبت بضرورة توفير التكوين المتخصص الذي يمنح “تدريب متخصص لموظفي والعاملين على تطبيق القانون والمهنيين القانونيين والعاملين في المجال الطبي للتعامل بحساسية وفعالية مع القضايا التي تشمل الأطفال الذين عانوا من التحرش والاغتصاب”.

إضافة إلى مجموعة من الاستراتيجيات الأخرى، كخدمات الدعم التي يمكن الوصول إليها من خلال “إنشاء خدمات دعم يسهل الوصول إليها وممولة تمويلا جيدًا للضحايا، بما في ذلك تقديم المشورة والرعاية الطبية والمساعدة القانونية والأماكن الآمنة”، مشيرة إلى أن هذه الخدمات يجب أن تتمحور على الضحايا فقط، وأن تكون “خدمات دعم واعية بالصدمات، ومصممة للمساعدة في عملية الشفاء وحماية الصحة العقلية للطفل”.

من ذلك أيضا “توعية المجتمع وقطاع التعليم إطلاق حملات توعية شاملة لتثقيف المجتمع و الآباء والمعلمين و الأطفال حول التعرف على حالات الإساءة المحتملة و الإبلاغ عنها”، إلى جانب الفحص الصارم والتدريب الذي يتمثل حسبهم في “فرض فحوصات شاملة للخلفية وتدريبا صارما لجميع موظفي ومتطوعي المخيم والفاعلين الجمعويين لضمان إبعاد الأفراد الذين لديهم تاريخ من سوء المعاملة عن الأطفال”، ثم “تطبيق آليات إبلاغ ذات شفافية، تمكن الحاضرين والموظفين وأولياء الأمور من الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه أو ضار دون خوف من العقاب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
17 أغسطس 2023 15:15

#تشريع عقوبة الإعدام في حق مغتصبي الأطفال وفي حق تجار المخدرات

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x