لماذا وإلى أين ؟

البوليساريو “تغتـــالُ” أحد قادتها البارزين بسبب دعمه للحُكم الذاتي

لا تزال جبهة البوليساريو تعيش على وقع مضطرب، خاصة بعد توالي الاحتجاجات المكثفة على قادتها التي ما فتئت أصابع الاتهام توجه إليها بالوقوف وراء افتعال الفوضى ولارعاية العصابات المسلحة بالمخيمات، كما وُجهت إليها كذلك تهم بخصوص تورطها في “اغتيال” أحد الوجوه الإنفصالية البارزة.

مناسبة هذا الكلام، وفاة الإنفصالي النعمة الجماني، أمس الخميس 18 غشت الجاري، حيث دق منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين” ناقوس تنامي الوفيات بين الزعامات القبلية الصحراوية بالمخيمات والتي عرفت بمعارضتها لقيادة جبهة البوليساريو.

وأكد “فورساتين” أنه “منذ مدة وهو ينشر تنبيهات عائلات بمخيمات تندوف حول وفيات غامضة شملت عددا من المسؤولين بجبهة البوليساريو، منهم عسكريون ومدنيون، يجمع بينهم جميعا رابط واحد لا غير، وهو الوقوف ضد القرار الأحادي لجبهة البوليساريو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار والعودة لما تسميه “الكفاح المسلح”.

ورجح المنتدى أن يكون الجماني قد تعرض لعملية “اغتيال من طرف قادة الجبهة”، حيث شدد المنتدى على أن “وفاة أحد القياديين البارزين يوم أمس، المدعو “النعمة الجماني”، أعاد ملف التصفيات إلى الواجهة، لينضم الى سلسلة المعنيين بجرائم الاغتيال التي تقودها عصابة قيادة البوليساريو ضد من يعارضها وضد من ثبت تورطه في السعي لوقف الحياة في كيان البوليساريو المتهالك، والضعيف ضعف القائمين عليه”.

واشار المصدر ذاته على أن “الضعف البين الذي كان سببا، حسب أقارب “النعمة الجماني”، في جعله يدعو قادة البوليساريو إلى الرضوخ للأمر الواقع والتنحي عن السلطة، وترك الصحراويين يختارون مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن الجزائر والبوليساريو، الأمر الذي تسبب في سجال وخصومة واضحة بينه وبين رفاقه، ليتطور في إحدى الجلسات الى تصريح الفقيد بدعمه للحكم الذاتي كخيار واضح ومطروح على الطاولة، بدل تتبع الوهم والسراب حسب تصريح الفقيد”.

وحسب المنتدى فإن الجماني نبه رفاقه في الانفصال إلى عامل الزمن وضياع الأجيال، داعيا إلى كلمة سواء تجمع شمل الصحراويين تحت غطاء خيمة واحدة، مستشهدا بأوضاع الصحراويين بالمغرب، وخاصة بالاقاليم الجنوبية الصحراوية، وما يعيشه الأقارب والمعارف من حرية واستقرار وأمن، متحديا كل من حضر بتكذيبه إن قال شيئا لا يمت للحقيقة بصلة، مطالبا إياهم باستعمال هواتفهم والاتصال بعوائلهم بالمغرب لتأكيد صحة قوله من كذبه، وهو الأمر الذي لم يستطع أي من القادة الرد عليه”.

وتابع أنه “مباشرة بعد هذه الجلسة، تغير حال الفقيد، بعدما تغير التعامل معه من طرف الرفاق، وأصبح معزولا وممنوعا من التجمعات الكبرى والاجتماعات المصيرية، لكنه استمر في اللقاءات الفردية مع بعض القادة، وكان لا يتوانى عن التصريح بأفكاره أمامهم دون حرج، من هنا تفطنت القيادة لضرورة إسكاته بأي ثمن، لتشهد حالته الصحية لاحقا تدهورا غير منطقي، ويعاني من وعكات غير مفهومة، تزامنت ومنعه من حضور المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو، رغم تواجده بمخيم الداخلة حيث عقد المؤتمر”,

موردا أنه “بعد مدة تهاوى جسده بشكل سريع ليتم نقله الى الديار الإسبانية، وهناك أخبر الطاقم الطبي عائلته، بأن حالته متقدمة، ويعاني من توقف تام لكامل وظائف جسمه، وبأنه لن يتجاوز 10 ايام كحد اقصى ليفارق الحياة، لكن مشيئة الله أرادت أن تتأخر وفاته لـ 26 يوما، وكأنه يسعى قبل رحيله إلا أن يعذب من تسبب في تسميمه، وأراد أن يفسد عليه فرحة رحيله السريع، وجعله يخاف من بقائه حيا بعد ما تعرض له من كيد وتسميم واضح وضوح الشمس “.

وخلص المنتدى  إلى أن “النعمة الجماني حلقة من سلسلة رجال راجعوا أفكارهم قبل لقاء ربهم، وقرروا في نهاية حياتهم قول الحقيقة رغم تكلفتها الثقيلة التي أودت بحياتهم، لينضافوا إلى مئات الرجال الذي قضوا على يد عصابات البوليساريو ومجرميها بين قتيل وسجين ومغدور ومشرد ومجنون، والأكيد أن قافلة المناضلين لن تتوقف، وسيلتحق بها آخرون، وسيستيقظ على صبحها نائمون، وسيستنير بها تائهون، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه “.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x