لماذا وإلى أين ؟

ثورة الملك والشعب.. ونداء القاهرة

محمد طه

نحتفل نحن المغاربة مرة اخرى بذكرى ثورة الملك والشعب، لنخلد حدثا كان مفصليا في المقاومة واسترجاع استقلال البلاد وسيادته.
كثير من الناس تعتقد أن الارض التي نعيش من خيراتها اليوم وصلتنا بذون نضال .. أبدا، من يبخس فضل وجهاد أجدادنا لايقدر الاهوال التي لاقاها أسلافنا وعلى رأسهم جلالة المغفور له الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله تراه.

ولا يمكن لأحد ان ينكر دور رجال أبطال مهما ثم التآمر على التاريخ فإن علال الفاسي ومساعدة ودعم من نظام جمال عبد الناصر كانت له ردة فعل مباشرة وبعد نصف ساعة فقط من ترحيل العائلة الملكية وجه عبر راديو القاهرة الخطاب المعروف بنداء القاهرة الخالد، الذي يدعو الى الثورة ضد الفرنسيين اجداد ماكرون المتغطرسين والظالمين الذين تجبروا عل العالم الافريقي بالخصوص ونهبوا خيراته ومقدراته باسم الاستعمار الغاشم المغلف بالحماية .

وامتدت شيطانتهم الى المساس برمز سيادة البلاد ووحدته فخيروه بين ان يتخلى عن المغرب ورجاله الاحرار او النفي فكان النفي .
وأعتقد النصارى ان المغاربة يمكنهم ان يصطفوا وراء اي (ملك ) معتقدين أن العلاقة التي تجمع بين أفراد الامة والسلطان هي علاقة إدارية او سياسية جافة، فلذلك قالوا نستبدل ملك (بملك) وكأننا في مملكة لويس السادس عشر نعبد العجل، والواقع اننا نرتبط بملوكنا بميثاق غليظ اسمه البيعة التي يجتمع فيها الشرعي اولا والسياسي والإداري والاجتماعي.

فكان الملك في المستوى وكانت الامة في المستوى، واهتزت بيوت المغاربة غضبا وحزنا ورغبة في نفض الغبار عن دولتنا، وبعد نداء القاهرة كانت ملحمة الشهيد البطل علال بن عبد الله والشهود الورقطوني .. الى أن كتبت العودة المظفرة للاسرة الملكية في 20 غشت 1955.

وتلاها التفاوض على الاستقلال مع الملك المفدى محمد الخامس، وبطبيعة الحال ولي العهد انداك والملك الحسن التاني رحم الله الجميع ورحم أسماء خالدة؛ عملت على الاستقلال ايضا، نذكر مولاي الحسن بن ادريس ومبارك البكاي والفاطمي بنسليمان وعبد الهادي بطالب وعمر عبد الجليل وعبد الرحيم بوعبيد السياسي الفذ.

بحسناتهم وسيئاتهم فهم مغاربة لم يذهبوا لإيكس ليبان للاستجمام وإنما للتداول مع الجنرالين الفرنسيين كاترو وهنري يريسو للوصول إلى نتائج افضت الى توقيع استقلال المغرب في 2 مارس 1956.

واليوم ثورة الملك والشعب مستمرة مع جلالة الملك محمد السادس وإحياء الذكرى فيه تأكيد على نفس روح العزة والسيادة والسؤدد التي يجب ان تترسخ في قلب وروح كل من اشتم هواء البلاد ونهل من عبقها كيفما كان وضعه وسنه وعمله، فبلادي وان جارت علي عزيزة .. وليس هنا مقام ذكر الا العصبية للبلاد وليس شيئا غير المغرب إن عشنا فيه عشنا كراما او متنا فيه متنا احرار وعاشت ثورة الملك والشعب.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x