2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

روجت وسائل إعلام مقربة من النظام الجزائري، أمس الثلاثاء، أنباء تفيد رفض الجزائر طلبا يقضي بفتح أجوائها الجوية للطيران العسكري الفرنسي، استعدادا للهجوم على النيجر، مدعية أن المغرب سمح بذلك.
وأقحمت الإذاعة الجزائرية، الناطقة باسم الجيش الجزائري، اسم المملكة بشكل مقصود في الأزمة النيجرية، بزعمها أن المغرب فتح مجاله الجوي أمام فرنسا لعبور طائراتها العسكرية.
وحول إمكانية فتح المغرب مجاله الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية لمهاجمة النيجر كما زعمت ذلك الإذاعة الجزائرية؛ استقت جريدة ”آشكاين” رأي حسن سعود، الخبير العسكري والباحث في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية.
سعود استبعد أي إمكانية لذلك، نظرا لعدة عوامل، منها ما هو مرتبط بالموقع الجــغرافي للمـــغرب من جهة، وأخـرى لها صلة بالعلاقات السياسة والدبلوماسية التي تربط بين المملكة والنيجر.
وأوضح ذات الخبير أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد ادعـــــاءات جزائريـــة كالعادة من أجل تصريف أزمتها الداخلية على حساب ”عدوها الكلاسيكي” حسب زعمها، وأيضا للتشويش على العلاقات التاريخية بين المغرب والنيجر، قصد التأثير على موقفها الداعم للمملكة بخصوص قضية الصحراء.
وقال سعود إن الموقع الجغرافي للمغرب، يفند إدعاءات النظام الجزائري، إذ لا تجمعه حدود مشتركة مع النيجر، وأن أي تدخل عسكري فرنسي يتطلب بالضرورة المرور عبر أجواء الجزائر أو مالي أو حتى بوركينافسو، وهي دول عبرت كلها عن رفضها لتدخل عسكري لإعادة السلطة الشرعية إلى الحكم في النيجر.
في سياق متصل، شدد ذات الباحث على أن مصلحة المغرب لا تقتضي خلق توتر بدولة ”صديقة”، مثل النيجر التي تعترف بمغربية الصحراء وتتنكر لجبهة ”البوليساريو”.
وأبرز المتحدث أن كل دول المنطقة بما فيها النيجر نفسها، تدري جيدا أن المغرب لم يسمح للطيران العسكري الفرنسي ولم يُطلب منه الأمر أصلا، مؤكدا أن ما روجت له الإذاعــة الجزائرية، لا يعد سوى ”فاك نيوز”، لن تستطيع من خلالها التأثير على موقف النيجر من مغربية الصحراء.
وكان رئيس هيئة أركان الدفاع في فرنسا فريق أول فرانسوا لوكوانتر، قد نفى أن تكون باريس قد طلبت من الجزائر استخدام مجالها الجوي لتنفيذ عملية عسكرية في النيــجر.
وكانت الإذاعة الجزائرية قالت في وقت سابق إن الجزائر رفضت طلبا فرنسيا لفتح أجوائها أمام عملية عسكرية في النيجر بعد انقلاب 26 يوليو في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والتي تقع إلى الجنوب من الحــدود الجزائرية.
وذكرت الإذاعة الجزائرية: “فرنسا تستعد لتنفيذ تهديداتها الموجهة إلى المجلس العسكري في النيجر و المتعلقة بتدخل عسكري في حال عدم إطلاق سراح الرئيس محمد بازوم”.
وأضافت: “الجزائر التي كانت دائما ضد استعمال القوة، لم تستجب للطلب الفرنسي بعبور الأجواء الجوية الجزائرية من أجل الهجوم على النيجر، و ردها كان صارما و واضحا”.
كما نقلت جريدة ”لوفيغارو” عن مسؤول كبير في الجيش الفرنسي، عدم وجود أي نية على الإطلاق لمهاجمة النيجر”.
وأوردت الصحيفة، قول المسؤول الكبير في الجيش الفرنسي، أن باريس ”لم تقدم في الأيام الأخيرة أي طلب للحصول على تصريح لرحلة عسكرية”.