لماذا وإلى أين ؟

وفاة بريغوجين العفريت وشركات الأمن الخاصة

محمد طه

قبل اسابيع داع صيت العفريت بريغوجين بوعو بوتين الذي كان يخيف به العالم وبالخصوص مناطق غرب افريقيا وسوريا وليبيا وأكرانيا.

بريغوجين اصطلح على نعته بقائد قوات فاغنر الروسية (الخاصة).وهي قوات تتكون من ميليشيات أو مرتزقة عساكر مدربة بشكل جيد الى درجة أن وجودهم أرعب أكثر من منطقة..وتتحدث مصادر عن كونهم ليسوا إلا قتلة سفاحين يناصرون من يدفع أكثر ..هذه هي الصورة العامة .

لكن الحقيقة تستوجب أسئلة بسيطة ..أولها من هو بريغوجين
وما معنى فاغنر؟وكيف تأتى لعصابة منظمة ومدعومة ومشهورة دوليا باكتساب كل هذا الحجم الاعلامي دون أن ينتفض المجتمع الدولي ولا الأمريكي ولا الأوروبي…؟؟؟؟

كيف لقوات يجمع العالم انهم مرتزقة ان يزرعوا الرعب في بقاع متعددة دون أن يرف لها جفن او تعير اهتمام للقانون الدولي ولا الإنساني؟ومن أين لهم بالدعم ومن يوصل لهم السلاح والعتاد وهم بعيدون عن اصلهم ومنطلقهم الاصلي؟

اطلعت على أكثر من مصدر ولكن ولا واحد يشفي الغليل او يحدد بدقة ماهية هذه العصابة ..إلا أن كل هذه المصادر تجمع ان فاغنر صناعة روسية او المخابرات الروسية..وقد تكون منظمة روسية شبه عسكرية وبالمنطق الغربي هي شركة او وكالة خاصة للتعاقد العسكري !!!

شاركت في العديد من الحروب ولها حلفاء وخصوم ويقول محرك البحث ويكيبيديا انها شاركت في الحرب في سوريا وكان دورها حاسما ثم شاركت في تدريب قوات بالسودان وليبيا والموزنبيق وغيره.
تنسب فاغنر الى إفكيني بريغوجين الذي نفى في بداية ظهورها علاقته بها سنة 2014زمان ضم جزيرة القرم الى روسيا وعاد في شتنبر 2022 ليعترف ..انه من المؤسسين او المؤسس والمالك والشيطان ربما مع شركاء آخرين..

والاكيد ان هذه المنظمة تتمتع باستقلال من نوع يسمح لها بتذبير تفاصيل وتعقيدات شكلها التنظيمي والعسكري بالخصوص وربما المالي ،لكن لايوجد عاقل على وجه الأرض سيصدق ان هذه القوات العسكرية تتحرك بذون دعم وإشارة ومباركة من روسيا وزعيمها بوتين واجهزته المخابراتية العسكرية والمدنية …روسيا خلقت هذا التنظيم لكي لا تتحمل المسؤولية المباشرة في العمليات التي تقودها فاغنر ..في مواجهة القانون الدولي وكي لايذكر اسم بوتين مباشرة لكن بكل لغات العالم فاغنر وبريغوجين والويل لكحل أدوات روسية وكفى.

اليوم مالذي حصل ..انفجرت طائرة ركاب خاصة كلنت تقوم برحلة بين موسكو وسان بيترسبوغ وتبين حسب وكالات الانباء الروسية ان الطائرة كان على لائحة ركابها بريغوجين ونائبه وهو شخصية محورية ايضا وفريق اخر ينتمي الى نفس التنظيم ..والجميع توفي اثناء انفجار الطائرة وسقوطها وتحطمها …

ولايحتاج الامر الى كثير من النباهة ليفهم ان بريغوجين ومن معه قرروا مصيرهم هذا قبل أسابيع عندما تمردوا على الأوامر في مهامهم القتالية في أوكرانيا وحولوا أفواه بنادقهم وبعض الياتهم العسكرية نحو موسكو …ولو ان مايشبه الانقلاب ذاك لاتوجد معلومات حقيقية عن حدوده ومعناه ومغزاه واسبابه وخلفياته ،غير ان الأكيد ان بريغوجين تعدى حدود المهام الموكولة اليه بل تعدى حجمه ..ولاتدخل رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو وادعاه بأنه استضاف قائد فاغنر لينفي بعد ذلك انه غير موجود على تراب بيلاروس. ومنذ ذلك الحين لم يظهر* الدب * بريغوجين الا في فيديوهات غي متبوثة الصحة هنا وهناك واخبار عن أنشطته هنا وهناك ولكن ليس كالسابق الى ان جاء خبر مصرعه مع فريق من قيادته في سماء روسيا .

ومزيدا من الشك ..إن المخابرات أذكى واذهى مما نعتقد إذ يمكن التلاعب بأي معلومة الى درجة ان هذه الحادثة برمتها ربما تكون صناعة سينمائية اباكيد فيها انفجار جسم طائر وتصاعد الدخان وتحطم طائرة. … ومن ادرانا ان بريغوجين كان هناك وان كان هل كان جثة او حيا ومالداعي الى سيناريو هكذا مع العلم ان من يخرج عن طاعة دولة في حرب خصوصا روسيا لن يكون مصيره الجنة.

المهم ذاك فصل انتهى وحدهم الامريكان يملكون معلومات أدق عن تلك التي نتناولها نحن المستهلكون للأخبار..وحدهم الروس يعرفون الحقيقة ..نحن فقط نخمن نحلل نقرأ وقانا الله وإياكم شر الحروب وويلاتها ….

مايفعله الروس اليوم سبقه اليه الأمريكان خلال العدوان على الخليج وقبله افغانستان ثم ليبيا وغيره.ابان حرب الخليج طالعت كثيرا فصول مجازر ارتكبتها ميليشيات خاصة او مايسمى بالشركات الأمنية والعسكرية الخاصة.

وبحسب دراسة للكونغرس الأمريكي نفسه نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في سنة 2009 فإن 65%من القوات التي أرسلتها آنذاك وزارة الدفاع الأمريكية الى أفغانستان تابعة لشركات خاصة تماما مثل قوات فاغنر الروسية اليوم.

ونذكر قوات (بلاك ووتر) التي تأسست سنة 1997 وقامت بعمليات مختلفة في العراق ،وقد غيرت هذه الشركة اسمها عدة مرات بسبب الفضائح التي رافقتها وتمتلك هذه القوات او الشركات عتادا عسكريا متطورا وضخما يضاهي ماتستعمله القوات النظامية .وتحث يافطة التعاقد مع أفراد من الولايات المتحدة وغيرها من بلدان اخرى لتشكيل قوات خاصة لمهام محددة او بعقود طويلة الأمد..وهي عقود ليست اقل او أكثر من وصفها بالمرتزقة .

وهذه ليست الا واحدة فيما العالم يعج بشركات خاصة أمنية وعسكرية احيان تقوم بمهام ظاهريا أمنية كحراسة المؤسسات الاستراتيجية ولكن تخفي الاكمة غالبا مصائب اخرى ..ولم تعد الانظمة تخجل من صنع هذه الكيانات او استأجار خدماتها عبر العالم .

الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x