لماذا وإلى أين ؟

كُـــرة القدم النسوية بين مطرقة الإكراهات و سِندان طموحات التألق (حوار)

من المتوقع أن يشهد عالم المستديرة النسوية طفرة نوعية من شأنها أن تشجع الفتيات أكثر على ممارسة كرة القدم، بعدما حققت لاعبات المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا بتأهلهن إلى ثمن نهائي كأس العالم للسيدات التي أقيمت هذا العام في كل من أستراليا ونيوزيلاندا.

تأهل اللبؤات لأول مرة لنهائي المونديال وتجاوز دور المجموعات بعزيمة وإصرار كبيرين وخروجهن من الثمن مرفوعات الرأس رغم هزيمتهن على يد سيدات فرنسا، لفت انتباه العالم إلى تألق الكرة النسوية التي تعد بمستقبل واعد.

وفي هذا الصدد، يرى الصحفي الرياضي، هشام رمرام في حوار فقرة “ضيف الأحد” أن أهمية مثل هذا الإنجاز (تألق اللبؤات) تكمن في أنه نوع من الاستثمار في المستقبل أي “تستطيع فعلها”.

وأكد رمرام بالقول: ” لا يمكن لإنجاز كهذا أن يمر دون أن يحفز أجيالا من الفتيات للإقبال على الممارسة، ودون أن يدفع  المسؤولين إلى رفع سرعة تطوير اللعبة”.

وفي ما يلي نص الحوار:

1_ ما تعليقكم على المنتخب النسوي وما حققه في أول مشاركة في نهائي كأس العالم ؟

1-إنجاز منتخب السيدات في مونديال نيوزلندا واستراليا يتحدث عن نفسه. أن تبلغ الدور الثاني لكأس العالم في أول مشاركة يعني أن هذا الجيل من اللاعبات يتوفر على شيء استثنائي، خاصة أن المباراة الافتتاحية لمجموعة المغرب كانت نتيجتها كارثية.

لاعباتنا أبدين عزيمة استثنائية، وأكدن أن التعثر في المباراة الأولى والهزيمة بنتيجة ثقيلة ليس بالضرورة نهاية أمل، بل قد يكون هذا التعثر مشجعا على التميز، وهذا ما حصل بالفعل. يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نقول بأن تجربة اللبؤات كانت درسا لنا جميعا تعلمنا منه أن التشبث بالأمل ينبغي أن يستمر إلى النهاية، والدليل أن سيدات ألمانيا فزن بستة أهداف في مباراتهم الأولى دون أن يتمكن من التأهل وهن من أبرز المرشحات للتتويج باللقب، بينما لبؤاتنا تأهلن. أليس هذا درسا في الإصرار؟

2_هل يشكل إنجاز لبؤات الأطلس بكأس العالم نقطة تحول وقفزة نوعية في مسار كرة القدم النسوية بالمغرب؟

-أهمية مثل هذا الإنجاز تكمن في أنه نوع من الاستثمار في المستقبل لأنك تستطيع. كرة القدم للسيدات، ممارستها بالمغرب ليس لها تاريخ كبير، وبطولتها بالكاد تتلمس خطواتها الأولى في طريق الممارسة، وتنظيمها ما زالت تنتظره الكثير من الخطوات، لكن التأهل إلى كأس العالم لأول مرة وبلوغ دوره الثاني يعني أنك تستطيع. رغم كل ما يحد من مرور ممارسة كرة القدم للسيدات نحو السرعة القصوى، فإنك تمكنت من تحقيق شيء ليس متاحا للجميع في منافسة عالمية.

لا يمكن لإنجاز كهذا أن يمر دون أن يحفز أجيالا من الفتيات للإقبال على الممارسة، ودون أن يدفع المسؤولين إلى رفع سرعة تطوير اللعبة.

3_ كيف سيتجلى تأثير هذا الانجاز على باقي الفرق والأندية الممارسة لكرة القدم النسوية في المغرب؟

-التأثير من المفروض أن يكون على مستويين. الأول يخص اللاعبات. أي لاعبة من البطولة اليوم أصبحت تؤمن بأنها يمكن أن تلعب كأس العالم، ربما حتى مجرد تمني ذلك في وقت سابق كان أمرا غير مسموح به. هذا الإنجاز فتح باب الأمل لمجموعة من اللاعبات، والأمل يعني الاجتهاد والالتزام بالعمل لتحقيق الهدف.

أما المستوى الثاني، سيكون على مستوى الجامعة، لأن ما حققته اللبؤات سيدفع إلى الإيمان أكثر بأن العمل القاعدي وتعزيز الجوانب المرتبطة بكل تفاصيل هذا العمل أصبح أولوية، لأن الحفاظ على هذا المكتسب رهين بالتطوير، كما أن الوصول إلى دور متقدم أكثر من الثمن أمر ممكن في حال كانت هناك جدية.

 

4_ ما هي الإكراهات التي يجب التصدي لها لتعبيد الطريق أمام كرة القدم النسوية بالمغرب من أجل مزيد من التألق الوطني والقاري والدولي؟

-أهم إكراه يتمثل في توسيع قاعدة الممارسة. قاعدة الهرم صغيرة جدا، ولا يمكن بلوغ هدف توسيع هذه القاعة إلا لتشجيع فئات سنية على الممارسة للتدرج عبر جميع مراحل التكوين.

إكراه آخر هو تعزيز التكوين على مستوى اللاعبات وكذا الأطر بجميع تخصصاتها، إضافة إلى تحسين جميع الظروف المحيطة بالممارسة على مستوى البطولة لجعل اللاعبات يتعودن على الممارسة في إطار قريب من المستوى العالي، والهدف طبعا حتى لا يصطدمن بواقع مغاير أثناء مشاركاتهن الدولية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x