لماذا وإلى أين ؟

بوخـــبزة يُفكك مضامين بــلاغ الخارجية المغربية حول انقـــلاب الغـــابون

أصدرت الخارجية المغربية بلاغا مقتضبا، اليوم الأربعاء 30 غشت الجاري، تفاعلا مع الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس علي بونغو من السلطة، مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية.

تعليقا على موقف المغرب من أزمة الغابون، أكد محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، أن المغرب لديه شركاء من نوع خاص في افريقيا ويتعاملون معه بمنطق مختلف بشكل كبير.

وشدد ذات المحلل السياسي، في حديث لجريدة ”آشكاين”، أن هؤلاء الشركاء لديهم خصوصية في علاقاتهم مع المغرب الذي نسج معهم ”علاقات خاصة جدا”، إلى درجة أنه في المرحلة التي كان فيها غائبا عن مؤسسات الاتحاد الافريقي، كان المغرب حاضرا داخلها عبر هاته الدول.

وأبرز المتحدث أن العــلاقات ”متشابكة بمصالح متعددة”، تطرح أسئلة حول كيف بنى المغرب تلك العلاقات مع هاته الدول الافريقية من أبرزها الغابون؟ وهل العلاقات كانت مع النظام السياسي القائم أم الدولة الغابونية؟

بوخبزة أجاب، أن البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية المغربية تحدث عن ”الأمة الغابونية”، مشيرا إلى أن استعمال هذا المصطلح لم يكن ”اعتباطيا بل كان مقصودا للاستدلال على طبيعة العلاقة التي تكون مع الأمة والتي لا تتأثر بالتغيرات الناتجة عن انقلابات أو تلك المرتبطة بنتائج الانتخابات.

واسترسل ذات الأستاذ الجامعي قائلا إن التغيير الذي قد يقع على مستوى النظام السياسي في دولة معينة ”محتمل ووارد بشكل كبير جدا”، سواء بفعل انقلاب أو نتيجة للتداول على السلطة بحكم عملية انتخابية.

وشدد على أن المصالح التي نسجها المغرب مع بعض الدول الافريقية بطريقة ”خاصة جدا”، لا يمكن أن تتأثر بتغيير أنظمة أو أشخاص، إذ أن المملكة بنت تلك العلاقات ليضمن لها الاستدامة والاستمرارية، لأن الرهان على هذه الدول هي ”رهانات كبرى”.

في جانب آخر، أكد بوخبزة أن المغرب لا يتدخل بأي شكل من الأشكال في الشأن الداخلي للدول ولو تعلق الأمر بأصدقاء ”مقربين جدا”، مشيرا إلى أن المغرب ”وفي لهذا التوجه والموقف المبدئي”، موضحا أن الرباط قد تقوم بدور الوساطة إذا طٌلب منها ذلك أو أن الوضعية تسمح له بالقيام بها، وعليه فإن المغرب لم يقم بإدانة الانقلاب ولم يدعمه كذلك.

جدير ذكره، أن بلاغا لوزارة الخارجية، أفاد أن المملكة المغربية تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية.

وأضاف ذات البلاغ أن “المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته.

وزاد أن المغرب ”يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Nasser
المعلق(ة)
30 أغسطس 2023 21:03

Comment une grande puissance du renseignement comme le maroc n’a pas anticipé ce coup d’état dans un pays où il fait ce que bon lui semble?

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x