لماذا وإلى أين ؟

المجلسُ الفرنسي للديانة الإسلامية ينتفضُ ضد قرار ماكرون منْــع “العباءة” بالمدارس

منعت السلطات الفرنسية رسميا، الطالبات اللواتي يرتدين العباءة والطلاب الذين يرتدون القمصان الطويلة من الدخول إلى فصولهم منذ أمس الاثنين أول أيام السنة الدراسية، وسط تنديد منظمات حقوقية و تيارات سياسية معارضة.

وحسب مذكرة أرسلها وزير التربية الفرنسي غابرييل أتال إلى رؤساء المؤسسات التعليمية فإن ارتداء العباءة والقميص الطويل “يعبر عن انتماء ديني في البيئة المدرسية ولا يمكن التسامح معه”.

وردا على القرار، اعتبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن هنالك غيابا لمفهوم “العباءة” وأن العواقب التي ستترتب على هذه المذكرة الداخلية ستغذّي أخبار الأسابيع القادمة نظرا لغياب تعريف واضح لهذا اللباس في هذه المذكرة الإدارية، ما يخلق حالة ضبابية.

وأوضح المجلس في بيان تتوفر “آشكاين” على نظير منه، أنه لا يدافع عن ارتداء “العباءة” أو الفستان الطويل في حد ذاته، وإنما يخشى من تنامي ظاهرة التمييز، خصوصا وأنه يتم ربط اللباس الطويل أو العباءة بخلفية دينية، مؤكدا أن “العباءة” لم تكن أبدًا لباسًا أو وصفة دينية.

وأبرز قائلا: “سنكون أمام موقف غريب وغير مسبوق ومثير للاشمئزاز حيث يمكن لفتاة في نفس الفصل ارتداء فستان طويل لأنها يُزعم أنها “غير مسلمة”، وأن الفستان نفسه محظور على زميلتها في الفصل لأن “سياقًا معينًا” يفترض أنها “مسلمة”.

وسجل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بأنه يحتفظ بالحق في اللجوء إلى مجلس الدولة إذا أدى التطبيق الفعلي لهذا الحظر إلى أشكال التمييز، مسترسلا أنه دائما ما يحترم القانون المعمول به وهو أساس الجمهورية والحياة في المجتمع.

ولفت المصدر الانتباه إلى أنه “قد يتبنى بعض الأولاد والبنات في سن المراهقة اتجاهات ملابس للتحدي أو الاحتجاج أو التمرد على السلطة بشكل عام، وأن الأمر لا يدل بالضرورة على توجههم الديني، وربما اختيارهم يكون مبنيا على الموضة أو الثقافة والتقاليد أو أي سبب آخر”.

ويأسف أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، على حظر ملابس معينة قد تُشعِــر من يرتديها في صفوف الشباب، بالإحراج وهم في فترة مهمة من حياتهم، سيرون أنهم مقيدون وسُلِبوا حرياتهم الفردية، سيما إذا تمت عرقلة اختياراتهم بشكل تعسفي.

وخلص البلاغ إلى القول بإن ” المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية يثق في الجسم التعليمي في بلدنا وفي قدرته على إقامة حوار هادئ وذكي مع الطلاب من خلال الحوار والتربوي، كما يمكن للمدرسة أن تحمي نفسها من أي توتر ضار بمهامها النبيلة، وإلى حد أكبر من أي مكان آخر، لتعزيز العيش المشترك”.

وتحظر فرنسا -وهي موطن أكبر أقلية مسلمة في أوروبا- ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية منذ عام 2004.

ووفقا لتقارير صحفية فرنسية فإن حظر العباءة يعد استمرارا لمسار تنفيذ قانون 2004 الذي يمنع ارتداء ملابس أو رموز تظهر الانتماء الديني في المؤسسات التعليمية الفرنسية.

وفي يوليو من العام الماضي نشرت صحيفة لوفيغارو تحقيقا يكشف أنه على الرغم من استمرار تطبيق قانون 2004، فإن هناك زيادة كبيرة في العباءات التي ترتديها الفتيات والقمصان الطويلة التي يرتديها الفتية، بحيث تضاعفت في المدارس الثانوية خاصة عندما يحل شهر رمضان، حتى إن بعض المديرين عبّروا عن استيائهم وأصبحوا يتساءلون عن سبب انتشار هذه الملابس.

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في تصريحات أدلى بها بحر الأسبوع المنصرم- إلى الحزم في تطبيق حظر العباءة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مولاحظ
المعلق(ة)
5 سبتمبر 2023 18:18

استغرب لهذا اللغط فمتى كان الاسلام عباءة وقميص طويل الايمان في القلوب اما الشكل فهو مظهر خداع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x