هل يأكلُ المغــاربة زيتوناً مسموما؟.. الخراطي يُــوضِّــح

أصدر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) تحذيرًا يهم زيتون المائدة المستورد من المغرب نحو  إسبانيا، مسجلا أن هذا المنتج يحتوي على مستويات عالية من مبيد حشري غير مصرح به في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف المصدر أن المنتج دخل إسبانيا في 18 غشت الماضي، وتم إجراء فحص عليه عند الحدود بين، ما أسفرت نتائج تحليل عينات منه عن وجود مبيد الحشرات الكلوربيريفوس بنسبة 0.067 مجم/كجم، بينما يبلغ الحد الأقصى المسموح به للبقايا ( 0.01 ) ل مجم/كجم.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، إن الأدهى من ذلك أن المغاربة يأكلون الزيتون غير الخاضع للمراقبة، مبرزا أن هذا المنتج يعرف فوضى عارمة على مستوى سلامة المستهلك وعلى مستوى تسويقه.

وشدد الخراطي أن أزيد من 80 في المائة من زيتون المائدة الذي يباع للمغاربة لا يخضع للمراقبة، ويتم تسويقه في دلاء (سطول)، مسترسلا “أما الزيتون المصدر للخارج فهو يخضع لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية Onssa، من جهة، ومن طرف مؤسسات مختصة في نقط العبور”.

وأوضح الخراطي في تصريح لآشكاين، أنه يتم استخدام مبيدات حشرية إما بكميات كبيرة أو ممنوعة على الصعيد العالمي، خلال زراعة وسقي أشجار الزيتون بالمغرب، كـ “لاصود” و “أسيد كلوريدريك”، وهي مواد الهدف منها ترطيب الزيتون في أقرب وقت.

وأورد المتحدث متأسفا “سبق لنا أن حذرنا من الأمر، إلا أن “مطرب الحي لا يطرب” لأنه دائما ما ننتظر مؤسسات دولية لتحذرنا وتقف على مكامن الخلل”، مؤكدا أن هناك وحدات توزيعية تشتغل في الظل دون أي مراقبة ودون أي تراخيص.

وحمل رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك مسؤولية ما يقع من فوضى وتلاعب بصحة وسلامة المغاربة للحكومة من خلال الوزارات المعنية: الداخلية بصفتها المانحة للتراخيص ووزارة الصناعة والتجارة وكذا وزارة الصحة.

وختم الخراطي حديثه للموقع قائلا: “الإنذار بوجود مبيدات حشرية في الزيتون المصدر للخارج يسيء لصورة المغرب، وعار علينا عندما تُمطر بأوروبا نُخرج مظلاتنا بالمغرب”، في إشارة إلى غياب مؤسسات المراقبة، مسجلا في ذات الوقت، غياب أي مؤسسة وطنية تعنى بحماية المستهلك.

ووفقا لـ ” RASFF “، فإنه لم يتم نشر أي معلومات أخرى عن هذا المنتج حتى الآن، مثل معطيات عن العلامة التجارية أو العبوة التي يُخزن فيها الزيتون المعني، مصنفا الحادث في خانة الإنذارات الجــدية.

وأوردت تقارير صحفية إسبانية أنه تم حظر استخدام وتسويق هذا المبيد الحشري في عام 2020 من قبل المفوضية الأوروبية بعد أن أكدت وكالات مثل هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) الآثار الجينية والعصبية التي يمكن أن يسببها للأطفال.

وتابعت المصادر أن هذا المبيد الحشري كان يستخدم في جميع أنواع محاصيل الفاكهة و الخضروات. وأبرزت أن الولايات المتحدة الأمريكية حظرت استخدامه، من خلال وكالة حماية البيئة (EPA) سنة 2015، كما حظرته ثمانية دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وعن الآثار الصحية المحتملة للمنتجات التي تحتوي على هذا المبيد الحشري، قالت الوكالة الأمريكية للمواد السامة وسجل الأمراض (ATSDR)، وفق ذات التقارير، قد تتمثل في “الدوار والتعب وسيلان الأنف والدموع واللعاب والغثيان”.

ومن بين الآثار الأخرى. “يمكن أن يؤدي تناول منتجات تحتوي على مستويات أعلى للمبيد الحشري المحظور إلى شلل وتشنجات وإغماء وحتى الوفاة”.