لماذا وإلى أين ؟

لماذا تفادَت الحُكومة الحديث عن “مجزرة السعيدية” والترحم على ضحاياها؟ .. بوخبزة يُجيب

وجد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية نفسه مجددا أمام سيل من أسئلة الصحافيين خلال الندوة الصحفية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي ليوم الخميس 07 شتنبر الجاري، حول الموضوع الذي شعل فئة واسعة من المغاربة والمتعلق بمقتل شابين مغربيين وإصابة آخر برصاص خفر سواحل الجارة الشرقية؛ الجزائر، في الواقعة التي تناولتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

أسئلة الصحافيين انصبت على نتائج التحقيق الذي أعلنت عن فتحه النيابة العامة المغربية بعد انتشار خبر “مجزرة السعيدية” وتساءلت عن عدم ترحم الحكومة عن ضحايا الجريمة وعدم مواساة عائلات الضحايا، فكان رد الحكومة هو تجاهل ناطقها الرسمي لتلك الأسئلة وعدم التطرق للموضوع بشكل نهائي.

صمت الحكومة المغربية أمام واقعة أصبحت قضية رأي عام، يطرح أكثر من تساؤل، خاصة بعد خروج السلطات الجزائرية من خلال وزارة دفاعها التي اعترفت بقتل المغاربة بالرصاص، وإعلان السلطات الفرنسية عبر المدعي العام بباريس أنها فتحت تحقيقا في الموضوع.

أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، يرى أن طريقة اشتغال الدبلوماسية المغربية يختلف عن نظيرتها في الجزائر و فرنسا، حيث أنها تفضل الإشتغال بصمت وهدوء و روية.

ووفق العمراني الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، فإن القضايا المتعلقة بالعلاقات مع الدول هي مجال محفوظ ومن اختصاصات الملك بصفته رئيس الدولة، لذلك تتحاشى الحكومة في الكثير من الأحيان الخوض فيه، خاصة أن هذا المجال حساس جدا، وبالتالي تتحاشى البلآغات والتعليقات التي يمكن أن تخلق سوء فهم لدى الأطراف الأخرى.

أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان: محمد العمراني بوخبزة

ويبرر بوخبزة صمت الحكومة المغربية وعدم إصدارها أي موقف في واقعة “مجزرة السعيدية”، بأن البلاغات والبيانات والتصريحات في كثير من الأحيان تخلق البلبلة وسوء الفهم، مشددا على أن خصوصية عمل التدبير العمومي بالنسبة للمغرب يشهد تحفظا على مستوى التصريحات والبلاغات حتى لا يكون هناك خطأ في التأويل وغير ذلك من سوء الفهم.

وعن سؤال “آشكاين”، حول ضرورة تعزية عائلات الضحايا وطمأنة المغاربة على حياة أبنائهم من مخاطر خارجية، رد أستاذ العلوم السياسية بأن الحكومة المغربية ملزمة طبعا بالقيام بإجراءات وخطوات في هذا الموضوع، ومن دون شك أن الإتصال مع عائلات الضحايا أمر قائم وجارٍ، وربما تم اتخاذ خطوات مشتركة معها، خاصة أن من حق عائلات الضحايا اتخاذ خطوات في هذا المجال.

وخلص العمراني إلى التأكيد أن هناك الكثير من الأحداث التي التزمت فيها الحكومة الصمت حتى تصل إلى نتائج معينة، مشيرا إلى أن “التوتر الحاصل سابقا في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا يعتبر مثلا على كيفية اشتغال الدبلوماسية المغربية، حيث صمت المغرب حتى تم إعلان تسوية الأزمة وعودة العلاقات بين المملكتين، ما يعني أن الإعلان عن النتائج والخلاصات أهم من التعليقات والبلاغات”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
إلى الأخ أبو هيثم
المعلق(ة)
7 سبتمبر 2023 21:49

لماذا لم يتم تحذير المغاربة من قبل الدرك الملكي، بأنهم قريبين من المياه الجزائرية؟ تعليقك مبهم أخي و غير منطقي……

ابو هيثم
المعلق(ة)
7 سبتمبر 2023 21:20

الصمت الرسمي مرده الى علم الدولة بتورط الشبان الأربعة في أمور محظورة وان دخولهم المياه الجزائرية لم يكن تيها واكيد أن البحرية الملكية والدر الحربي عندهما الخبر اليقين صوتا وصورة. والأيام بيننا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x