لماذا وإلى أين ؟

إلغاءُ حـفلات فنانين جزائريين بالمــغرب.. انتقامٌ أم درءٌ للاحتقان؟

عقب الجريمة النكراء التي اقترفها نظام العسكر الجزائري في حق مغاربة يحملون الجنسية الفرنسية، بعرض البحر، طالب رواد مواقع التواصل الإجتماعي من منظمي الحفلات و مسيري المطاعم و النوادي الليلة بمقاطعة الفنانين الجزائريين الذين يحيون سهراتهم بأموال طائلة، كنوع من الاحتجاج.

وفعلا قامت عدد من إدارات المطاعم و المهرجانات بإلغاء فقرات الفنانين الجزائريين، آخرها إلغاء إدارة مهرجان “تيميتار” بمدينة أكادير، حفل الفنان الجزائري أمين محمد جمال ومجموعته الغنائية “بابيلون” الذي كان مجدولا مساء اليوم الخميس 07 شتنبر الجاري، الذي يصادف اليوم الإفتتاحي للدورة 18 من التظاهرة السنوية.

فهل هذا الإجراء يدخل في خانة ردات الفعل الانتقامية والعقابية لجزائريين على ما ارتكبه عسكرهم من جريمة فاحشة في حق مغاربة عزل قادتهم الأقدار إلى المياه الإقليمية للجزائر؟ أم هو تصرف استباقي درءاً لأي احتقان أو ردات فعل من بعض المغاربة الساخطين على كل ما هو جزائري بعد مقتل إخوانهم المغاربة برصاص بحريـــة نظام العسكر؟

وفي هذا الصدد، شدد المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، عصام لعروسي، أن منع الفنانين الجزائريين من إحياء حفلات بالمغرب، في الظرفية الحالية، مسألة لم تحدث من قبل، مردفا “أكثر من هذا ظل الفنانون الجزائريون مرحبا بهم بشكل كبير في كل المهرجانات والمواسم الصيفية خاصة في المنطقة الشرقية وفي مهرجانات أخرى عبر ربوع المملكة”.

وأوضح لعروسي في تصريح لآشكاين قائلا: “لكن الآن، وفي ظل هذا التوتر الكبير والتصعيد الذي قامت به الجزائر بشكل فج وقتل مدنيين في عرض البحر، فالأجدر على السلطات المغربية هي من تمنع حفلات هؤلاء المغنيين الجزائريين ليس كاستراتيجية دائمة، وإنما كتدبير مؤقت”.

وأبرز المحلل السياسي أن “الهدف من هذا “التدبير المؤقت” تفادي الاحتقان و عدم تأجيج الاحتقان لدى الشعب المغربي، خاصة أن العديد من المغاربة أعربوا عن استيائهم ضد ما قام به خفر سواحل الجزائر ضد مواطنين مغاربة عزل، أي احتراما لأرواح مدنيين قتلوا بدم بارد برصاص العسكر الجزائري”.

وأكد لعروسي أن “المغرب يميز دائما بين خطين أساسين: خط الدولة المغربي والخط الثاني خط الشعب الجزائري وما يعني وجود عوامل مشتركة بين الشعبين، والمغرب يتعامل بكل أريحية مع الفنانين والرياضيين ومكونات المجتمع المدني الجزائري”.

وتابع “ويميز المغرب حقيقة بين ما تقوم به السلطة السياسية الجزائرية وفئات المجتمع الجزائري، بل الأكثر من ذلك أن المغرب يحاول دائما أن يكسب في دعوته للجارة الشرقية ومن خلال خطابات ملكية إلى رأب الصدع ورص صفوف الأمة والعودة إلى الاتحاد المغاربي كقاطرة حقيقية للتنمية”.

وكانت إدارة مهرجان “تيميتار” قد نشرت بلاغا على صفحتها بـ“فايسبوك”، أعلنت فيها “بأسف شديد” إلغاء حفل أمين بابل الجزائري في مهرجان “تيميتار” هذه النسخة لظروف وصفتها بـ”خارجة عن إرادتنا”، مرفوقا ببيان صادر عن الفنان المذكور.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Reda
المعلق(ة)
8 سبتمبر 2023 02:49

انا شخصيا في الايام السابقة كنت اقول المشكل في النضام الجزائري وليس في الشعب ولكن بعد هذه الحادثة تبين ليس هناك فرق بين الشعب الجزائري ونضامهم العسكري والدليل على هذا لم يخرج الشعب الجزائري للإحتجاج على هذه الجريمة ولم يقم بأي رد فعل ضد عسكرهم المتوحش

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x