لماذا وإلى أين ؟

“آشكاين” ترصُــد آثار الزلزال على السياحة بمراكُش والنواحي

إن كان الزلزال الذي ضرب إقليمي الحوز و تارودانت يوم الجمعة الماضي، قد تسبب في مآسي اجتماعية وبشرية بوفاة المئات من المواطنين وجرح وتشريد الآلاف، فإنه خلف خسائر اقتصادية؛ خاصة في ما يتعلق بالمجال السياحي بالمغرب؛ ومدينة مراكش خاصة.

فالزلزال الذي أصبح الشغل الشاغل للمغاربة تسبب في سقوط بنايات بالمدينة القديمة مراكش التي تستقطب الآلاف من السياح كما أتى على محلات تجارية قديمة بالقرب من ساحة جامع الفنا الشهيرة عالميا، وهو ما سيؤثر على المجال السياحي على المدى القريب.

من جهة أخرى، تسبب الحدث الأليم في تقليص المئات من السياح لمدة عطلتهم بالمغرب، وبمراكش خاصة، فيما ألغى بعض الآخرين حجوزاتهم الفندقية بمختلف مناطق المملكة؛ وبالمناطق التي عرفت الزلزال بشكل أساسي، وهو ما يؤشر عن وجود خسائر كبيرة لدى الفاعلين في هذا القطاع من جهة وخزينة الدولة من جهة أخرى.

تأثير سلبي على السياحة

الخبير في المجال السياحي الزبير بوحوت، أكد أن  أن مثل هذه الفواجع عندما تقع في أي منطقة من العالم يكون لها وقع كبير على المواطنين المسافرين من أجل النزهة والسياحة؛ حيث إنهم يصدمون بواقع مفاجئ، مشيرا إلى أن التصرف الطبيعي للسائح هو تقليص مدة زيارة المنطقة التي سافر إليها والعودة إلى دياره.

الزبير بوحوت ـ خبير في المجال السياحي

وفي حالة مراكش، والمغرب بشكل عام، يرى بوحوت الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن أول رد فعل طبيعي لأغلب السياح المتواجدين في المغرب خلال فترة الزلزال هو تقليص المدة والعودة صوب بلدانهم، وهذا يعتبر نوعا من إلغاء الحجز، مبررا ذلك بأن الجامعة الوطنية للصناعة الفندقية أكدت أن موظفي الوحدات الفندقية قاموا بمساعدة “الزبناء الذين اختاروا العودة إلى بلادهم في هذه الفترة الصعبة”، وهو مؤشر على إلغاء حجوزاتهم في المغرب.

من جهة أخرى، يبسط المتحدث تأثُّـــر القطاع السياحي في المغرب من خلال إلغاء الحجوزات قبل القدوم إلى المغرب، لافتا إلى أنه من الطبيعي أن يلغي أي سائح كان يعتزم القدوم إلى المغرب حجزه الفندقي بعد الزلزال، وهذا يتبين، وفق بوحوت، من خلال توصية منظمة متعهدي الأسفار والسياحة (SETO) أو ما يعرف باتحاد المقاولات والمنعشين السياحيين دعت فيها وكالة الأسفار إلى توعية السياح بتأجيل السفر عوض إلغاء الحجز الفندقي دون مصاريف إضافية، حتى لا تتأثر السياحة في المغرب.

مقاومة التأثير السلبي للزلزال

يمكن اعتبار التوصية التي أعلنت عنها منظمة متعهدي الأسفار والسياحة (SETO) أو ما يعرف باتحاد المقاولات والمنعشين السياحيين بأنها وسيلة لتفادي الإنعكاسات السلبية للكارثة الطبيعية على المجال السياحي إن على مدينة مراكش أو على المغرب عامة، حين دعت وكالات الأسفار إلى طرح بدائل التأجيل أو اختيار مدن أخرى غير مراكش في الفترة الجارية وبدون المصاريف الإضافية التي كانت تفرض على السياح.

وإلى جانب التوصية المشار إليها، هناك شهادات لفرنسيين دعوا إخوانهم إلى الإستمرار في القدوم إلى المغرب، كما هو الشأن بالنسبة للفرنسي المقيم بمراكش؛ جيرار لانفان، الذي أكد في خروج إعلامي أن أحسن وسيلة لدعم المغرب خلال هذه الفترة العصيبة هو الإستمرار في القدوم إلى مخلتف مدنه كما في الحالات الطبيعية، خاصة أنه بلد ساحر و جميل ومضياف.

من جهة أخرى، دعا السفير الفرنسي بالمغرب كريستوف لوكورتيي، في خروج إعلامي على قناة فرنسية السياح في بلاده إلى الإستمرار في القدوم إلى المغرب، خاصة أن الحياة في مراكش التي شهدت الحادث الأليم طبيعي في الشوارع والفنادق والمطاعم، مشددا على أنه ليس هناك سبب لإلغاء الحجوزات أو التراجع عن السفر إلى المغرب.

إين وزيرة السياحة؟

بناء على المؤشرات التي بسطناها أعلاه، والتي تدل على دعم دولي للسياحة في المغرب في ظل الأزمة المرتقبة بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب إقليمي الحوز وتارودانت وأتلف العديد من المآثر التاريخية والمزارات السياحية بعدد من المناطق التي تستقطب فئة واسعة من السياح، يطرح التساؤل عن دور وزيرة السياحة وغيابها عن المشهد في القطاع التي تتولى تدبيره.

الخبير في المجال السياحي يرى أن وزيرة السياحة يجب أن تعمل على طمأنة الأسواق السياحية بالنسبة للمغرب، من قبيل أوروبا والصين، مشددا على أن التواصل في هذه الفترة جد مهم و”لا أعني تواصل كو كو البنات للي كتقوم به وزيرة السياحة”؛ وإنما أعني تواصل مؤسساتي يصل إلى السياح في مختلف مناطق العالم.

وخلص بوحوت إلى الإشارة إلى أن “صمت وزارة السياحة في هذه الفترة غير مفهوم، إلا إن كانت تعد لخطة رائعة من أجل إعادة انطلاق القطاع السياحي بعد الزلزال واتخاذ اجراءات عملية في هذا المجال”، مسترسلا “ننتظر رد فعل وزارة السياحة لأن هذا الجمود مريب إلا إن كانت تنتظر انتهاء أيام الحداد المعلنة في المغرب”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x