2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لقن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن درسا بليغا في التواصل الدبلوماسي لكل من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، و الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في التعاطي مع الزلزال الذي ضرب المـغرب.
مناسبة هذا الحديث، تلقي الملك محمد السادس، اتصالا هاتفيا من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف .ر. بايدن، لـ”تعزيته في ضحايا الزلزال، وإشادته بسرعة و نجاعة تدبير تداعيات هذه الكارثة الطبيعية الكبرى”.
لم تقف دروس بايدن لفرنسا ماكرون و جزائر تبون عند حد التعزية، بل تفنن في عرض المساعدة على المغرب وفق الأدبيات الدبلوماسية، حيث أعرب بايدن عن “استعداد بلاده لتقديم المساعدة والدعم الضروريين للمملكة بناء على احتياجات محددة من طرف السلطات المغربية، كما هي مدرجة في إطار مخطط العمل متعدد الجوانب الذي اعتمدته المملكة لمواجهة هذه المأساة’.
طريقة تعامل بايدن مع المملكة خلَت من التعامل بمنطق “الوصاية” الذي حاولت فرنسا أن تفرضه على المغرب، من خلال مساعداتها في الزلزال، دون أن ننسى خرجة رئيسها مخاطبا المغاربة متجاوزا كل الأعراف الدبلوماسية، كما أن بايدن لم يتعامل بمنطق “الانتهازية” الذي تعاملت به الجزائر في تعاطيها مع ملف المساعدات الإنسانية، و هو ما يجعلنا نقف عند الدروس الدبلوماسية التي لقنها بايدن لفرنسا و للجزائر.
في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد النبي صبري، أن “اتصال أقوى دولة في العالم بملك البلاد لتهنئته على سرعة و نجاعة التدبير الملكي لتداعيات كارثة الزلزال يدل على ثلاثة مسائل أساسية، أولها أن المغرب بلد مستقر في محيطه، ثانيها مستقل في قراره، ثالثها أنه فاعل في السراء مع شركائه و متفانٍ في الضراء مع شعبه وفي الميدان، وبين بالملموس أن المغرب يتفاعل في الميدان”.
وشدد صبري، في تصحريه لـ”آشكاين”، أن “هذا الاتصال يبين فن التواصل الدبلوماسي و رقي التواصل، بأن يتواصل رئيس دولة عظمى مع ملك دولة أخرى، فهذا يدل على اللباقة الدبلوماسية، و على فن وأصول التعامل الدبلوماسي، كما أكد على أن “المغرب قدم دروسا للعالم في التضامن وفي تقديم المساعدات، من خلال تكافل الشعب فيما بينه لمساعدة بعضهم البعض”.
ويرى المتحدث أن “الأطراف التي كانت تغرد خارج السرب، والتي لا تفقه في أصول التدبير الدبلوماسي وتبحث عن النكبات من أجل تحويل الثروات إليها، عندما رأت تعامل الرئيس الأمريكي هكذا وضعت أيديها على قلوبها”.
“ما زاد من حسرة هذه الدول”، يورد صبري هو “عدم تغيير مكان انعقاد الدورة العادية لصندوق النقد والبنك الدوليَيْن، ما يدل على صمود المغرب وقدرته على مواجهة الأزمات الطارئة، حيث سيحضر أكثر من 189 وزيرا للمالية من كل بقاع الدنيا و محافظو البنوك المركزية “.
وخلص إلى أن “المغاربة عليهم أن يفتخروا بوطنهم و ملكهم، حيث تكررت لدينا مشاهد ثورة الملك و الشعب والمسيرة الخضراء من خلال تدبير كارثة الزلزال، وهو ما يدل بجلاء على كفاءة الأجهزة المغربية العاملة في الميدان، وأن المملكة المغربية قوية في السراء و تخرج أقوى في الضراء، كما حصل في جائحة كورونا وكما حصل في الزلزال”.
حفظ الله ملكنا الهمام وسدد خطاه.