لماذا وإلى أين ؟

عذرا ماكرون.. نحن نتحدث العربية والحسانية والأمازيغية

سعيد الغماز

في سابقة هي الأولى من نوعها، سمح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنفسه التوجه للمغاربة مباشرة. هذا الفعل البعيد عن الأعراف الديبلوماسية، يعكس الأزمة الحادة التي يعيشها الرئيس الفرنسي. هذا الأخير لم يستوعب لحد الآن أن المملكة المغربية لم تعد تقبل اللعب على الحبلين. كما أن ماكرون يبدو أنه لم يستوعب جيدا رسالة جلالة الملك حين قال في خطاب الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب “إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم” وهو كذلك “المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”. إنه درس مغربي يحمل عنوان “النظارة المغربية”.

حين شكر المغرب كل الدول التي أعربت عن تقديم يد المساعدة، وأعلن عن قبوله فقط المساعدات التي يحتاجها حسب تطور عمليات الإنقاذ، سمح لأربع دول فقط بإرسال المساعدات هي: قطر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وبريطانيا. ربما عدم إدراج فرنسا في هذه اللائحة، جعلها تفهم، ولو متأخرة، خاصية النظارة التي يرى بها المغرب علاقاته الدولية. فهمت إسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة طبيعة النظارة المغربية، فأعلنت دعمها للوحدة الترابية للمملكة المغربية في إطار حل الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب.

لكن يبدو أن فرنسا، لم تستوعب الدرس، وظلت تلعب كعادتها على الحبلين، إلى أن تلقت درسا بليغا، باستثنائها من لائحة الدول التي سمحت لها المملكة المغربية بإرسال المساعدات. من الطبيعي ألا يفهم البعض، في قسم العلاقات الدولية، درسا عنوانه “النظارة المغربية”. ومن واجب المملكة المغربية، الاسرار في توضيح الدرس لمن لم يفهمه بعد. الكثير من الدول فهمت الدرس المغربي، لكن فرنسا، ورئيسها ماكرون، يبدو أنها وجدت صعوبة في فهم درس “النظارة المغربية”. فكان لزاما على المملكة المغربية أن تزيد في الشرح والتوضيح لفرنسا كي تفهم جيدا هذا الدرس في مقرر مدرسة العلاقات الدولية. فكان غياب الجمهورية الفرنسية من لائحة الدول المسموح لها بإرسال المساعدات لأنها يجب أن تفهم الدرس أولا.

لكن قبل ذلك، هل فهمت فرنسا بإعلامها، مقولة جون جاك روسو ” حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يُريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد”. لو فهمت فرنسا هذه المقولة لأدركت أنها لا تستطيع أن تفعل ما تريد ولو تاجر إعلامها بمآسي الزلزال والكاريكاتير البليد، ولفهمت أن المغرب لا يريد مساعداتها وبالتالي فهو لن يفعل ما لا يريد.

فعذرا ماكرون…نحن نفهم العربية والحسانية والأمازيغية، وبالتالي فلم نفهم ماذا تريد أن تقول لنا. وعليك أولا أن تفهم درس “النظارة المغربية” وأن تفهم ثانيا أن اللعب على الحبلين لم يعد مقبولا….آنذاك يكون لكل حادث حديث.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
21 سبتمبر 2023 22:50

فرنسا “بلد الأنوار” … صحافة الإصطبل و دبلوماسية الزبالة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x