2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حضــر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذكرى الثمانين لتحرير جزيرة كورسيكا، وذلك بصفته ممثلا للملك محمد السادس. في الوقت ذاته، يعتزم زعيم المعارضة اليسارية لوك ميلونشون زيارة المغرب خلال الأسبوع المقبل. ويحدث هذا في ظل الأزمة الشائكة التي تمر بها العلاقات بين البلدين.
واحتفلت جزيرة كورسيكا الخميس من الأسبوع الجاري بالذكرى الثمانين لتحريرها من الاستعمار الألماني خلال الحرب العالمية الثانيـة. وقد شارك الجنود الذين استقدمتهم فرنسا من المـغرب الذي كان تحت الاستعمار الفرنسي وقتها في تحرير الجزيرة.
وبهذه المناسبة، حضر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي هذا الخميس إلى جانب الرئيس الفرنسي ماكرون مراسيم هذا الاحتفال في مدينة باستيا عاصمة الجزيرة. وقد جرى توشيح أحد الجنود المغاربة الذي ما زال على قيد الحياة، وشارك في تحرير الجزيرة.
ورغم أن الأمر يتعلق باحتفال بروتوكولي، إلا أن حضور المسؤول المغربي إلى جانب الرئيس ماكرون، وكذلك بصفته ممثلا للملك محمد السادس، يعد حدثا سياسيا بامتياز، في ظل العلاقات المتوترة منذ أكثر من سنتين بين الرباط و باريس على خلفية ملفات كثيرة.
إضافة إلى ذلك، فقد تناولت الصحافة المغربية، خبر زيارة جان لوك ميلونشون زعيم حزب “فرنسا الأبية” المعارضة، للمغرب خلال الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي عددا من المسؤولين الحكوميين وكذلك مسؤولين حزبيين.
وتأتي مشاركة الوزير المنتدب في الدفاع إلى كورسيكا، وكذلك الزيارة المرتقبة لزعيم المعارضة للمغرب في وقت تميزت الصحافة الفرنسية بمقالات تنتقد المؤسسة الملكية في المغرب على خلفية ما تعتبره تقصيرا في زلزال الحوز الذي ضرب الجنوب المغربي ليلة 8 شتنبر الجاري وخاصة رفض المساعدات الفرنسية.
وعادة، لا يتأثر التعاون العسكري بين فرنسا و المغرب بالأزمة السياسية والدبلوماسية، بل حتى الاستخباراتية بين البلدين . إذ تستمر المشاورات وكذلك المناورات العسكرية وصفقات السلاح.
ومن جانبه، يتبنى زعيم المعارضة ميلونشون مواقف سياسية مختلفة في الملفات الإفريقية والمغاربية عن موقف الرئيس ماكرون. وعكس اليسار في مختلف الدول الأوروبية، عادة ما يتبنى مواقف معتدلة تجاه العلاقات المغربية-الفرنسية أو علاقات البرلمان الأوروبي تجاه المغرب.
وتمر العلاقات بين باريس والرباط بأزمة شائكة. فمن جهة، تتهم فرنسا المغرب بالتجسس على الرئيس ماكرون بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، ومن جهة أخرى، تنتقد الرباط فرنسا لعدم اعترافها بمغربية الصحراء والتنسيق مع الجـزائر على حساب مصالح المغرب، بل وشن حملة ضد المصالح المغربية في البرلمان الأوروبي. وبدأ عدد من المحلليين يروجون أن العلاقات لن تعرف مصالحة حتى يأتي رئيس جديد في فرنسا.
القدس العربي