لماذا وإلى أين ؟

علوي يعدُّ مكاسب ورهانات المغرب من تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 (حوار)

يعد اختيار المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، تتويجا للتوهج الرياضي والصحوة الكروية التي شهدتها المملكة، منذ الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر، والذي سايره المنتخب النسوي بمشاركته المشرفة في نهائيات كأس العالم للسيدات. ما جعل كرة القدم الإفريقية في الواجهة على المستوى الدولي.

كما يشكل احتضان الحدث القاري البارز اعترافا بالإمكانيات التي يتمتع بها المغرب واستثماره الملحوظ في مجال البنيات التحتية الرياضية والطرقية، خصوصا أن كرة القدم تجاوزت ما هو رياضي وأصبحت رافعة للتنمية الإجتماعية والاقتصادية.

فوز المغرب بشرف تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 بإجماع المصوتين، يطرح عددا من الأسئلة بخصوص المكاسب المراد تحقيقها، وحول رهانات المملكة لإظهار أحقيتها في احتضان نهائيات كأس العالم 2030؛ بعد الترشح المشترك مع إسبانيا والبرتغال. لهذا الغرض تستضيف جريدة “آشكاين” الإلكترونية في فقرة “ضيف الأحد” لهذا الأسبوع، الصحفي والمحلل الرياضي، عادل علوي، للإجابة عن هذه الأسئلة.

وفي ما يلي نص الحوار:

 بداية.. ماذا يشكل اختيار المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025؟

أعتقد أنه يشكل فرصة كبيرة بالنسبة للمغرب، أولا لتكريس ريادته للقارة الإفريقية على المستويين التنظيمي والرياضي، خصوصا بعد ما حققه في مجموعة من المجالات الأخرى، حيث إننا تسيدنا القارة الإفريقية رياضيا، بل إننا وضعنا شارة العمادة من خلال تواجدنا في المنتظم الدولي بعدما حققه المنتخب المغربي في مونديال قطر، أضف إلى ذلك ما تم تحقيقه على مستوى كأس أمم أفريقيا، لا ننسى أيضا تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية ثلاث مرات بامتياز وبشهادة الجميع، وعلى مستوى الأندية فقد عدنا للواجهة الإفريقية. لهذا أرى أننا حاليا معادلة صعبة، وتواجدنا يمكن أن يوصف بالقوى القوية كرويا على مستوى القارة. بالتالي اختيار المغرب لتنظيم “الكان” هو تحصيل حاصل وتكريس لأحقية وعدالة رياضية، خاصة أننا لم ننظم كأس أفريقيا لأربعة عقود، أما ونحن الآن بهذا التاريخ وهذا الرصيد الغني، فأعتقد أننا نستحق تنظيم البطولة، ولا شك أنها ستكون نسخة فريدة من نوعها على مستوى التنظيم.

ما المكاسب الرياضية والاقتصادية للمملكة من تنظيم هذا الحدث القاري؟

هناك مكاسب عديدة جدا، على اعتبار أن الرياضة لم تعد فقط تنافسا رياضيا، بل تجاوزت هذا الدور وأصبحت رافعة اقتصادية مهمة، وموردا ماليا قارا يضخ أموالا عديدة على جميع المستويات.

تنظيم هذا الحدث الرياضي ستكون له عوائد اقتصادية، مالية، سياحية، اجتماعية، ومكاسب ريادية أيضا على مستوى القارة الإفريقية، خاصة وأننا نسير على خطى التوجه الملكي السديد، وسياسة “رابح رابح” و “جنوب جنوب”. أضف إلى ذلك ما أصبح يعرف الآن بالسياحة الرياضية والتي سنكرسها من خلال ستة ملاعب، أي ست مدن ستكون رهن إشارة ضيوفنا من مختلف القارات.

ما أود أن أضيفه في هذا الصدد هو أن كأس أمم أفريقيا دائما ما كانت محطة جذب لمجموعة من عشاق كرة القدم الإفريقية، خصوصا أن هذه الأخيرة تقدم حاليا منتوجا كرويا بارزا، بالتالي ستشكل فرصة لمجموعة من الضيوف والأسماء البارزة للحضور إلى المغرب ومعاينة هذا الحدث البارز.

 كيف سيراهن المغرب على “كان 2025” لرفع حظوظ فوز ملفه المشترك مع إسبانيا والبرتغال، لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030؟

بدون شك أن تنظيم دورة 2025 بمثابة شهادة من أجل تنظيم كأس العالم الثلاثية، وأن الهدف الأساسي هو مونديال 2030، إذ أن منظور المغرب لم يعد محليا أو قاريا، بل أصبح عالميا، وقد رفعنا سقف الطموحات عاليا بعد ما حققناه على مستوى كرة القدم وعلى مستوى المنتخبات، حيث صرنا نحضر بوجه مشرف في المنتديات الدولية ونحقق نتائج على المستوى العالمي، من ثم فالرهان الآن هو التنظيم الثلاثي وتشريف القارة الإفريقية، على اعتبار أننا قدمنا ترشيحنا باسم 54 دولة إفريقية. على هذا الأساس صار طموحنا كبيرا من أجل أن نكون في مستوى الحدث سنة 2030، وكي نشكل قنطرة ربط ما بين إفريقيا وأوروبا.

هل ستساهم المشاركة في أرض الوطن في تعزيز فرص المنتخب المغربي للظفر بالكأس القارية؟

بطبيعة الحال. غير أن تنظيم كأس أمم أفريقيا سيأتي بعد المشاركة في الكوت ديفوار، ونحن نأمل أن نأتي بالكأس في نسختها الرابعة والثلاثين، على اعتبار أن هذا الجيل الحالي يحق له أن يفتخر بإمكانياته ويستحق أن يظفر بالكأس التي غابت عن خزينتنا لأزيد من أربعين سنة.

بالتالي من غير المنطقي ومن غير المعقول ألا تكون هذه الكأس في خزائننا مرة أخرى، وأن نعززها بلقب آخر ما دام أن التنظيم سيكون في أرضنا. بناء على ذلك أرى أن احتضان البطولة يُعد مناسبة لكرة القدم المغربية، وذلك بامتياز الملاعب والجمهور والمناخ، وكل الظروف التي أعتقد أنها ستكون مواتية، ولا يسعني في الختام سوى أن أتمنى كل التوفيق للمغرب، سواء بالنسبة للتنظيم الذي سيكون مبهرا بنسخة متميزة، والحظ لفريقنا الوطني، لأننا لم نعد نقبل اليوم كجمهور أن يغيب منتخبنا عن منصات التتويج، أو ألا يتوج بهذه الكأس التي لطالما اشتقنا إليها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x