ما خلفيات مُراسلة الملك لرئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا بعد الإنقلاب؟

بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى العقيد مامادي دومبويا رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا ورئيس المرحلة الانتقالية، بمناسبة العيد الوطني لهذا البلد، حيث أعرب الملك عن اعتزازه بالروابط “الأخوية العريقة التي تجمع بين الشعبين المغربي والغيني، وبعلاقات التعاون المتميزة القائمة بين البلدين”، مؤكدا “عزم المملكة المغربية على العمل لتوطيدها، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي”.
رسالة الملك محمد السادس هذه تأتي بعدما شهدت غينيا سنة 2021 انقلابا عسكريا قاده العقيد مامادي دومبويا ضد حكم الرئيس ألفا كوندي، حيث تم ”حل” مؤسسات الدولة وإعلان “حكم العسكر” لمدة فترة انتقالية تناهز 39 شهرا، قبل إعادة البلاد إلى الحكم المدني من خلال إعلان انتخابات.

تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن المملكة المغربية تتعامل في العادة مع الأنظمة الحاكمة ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيرا إلى أن رسالة الملك محمد السادس إلى مامادي دومبويا رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا ورئيس المرحلة الانتقالية، دليل على هذا المنحى السياسي الذي تنهجه المملكة.
وأوضح لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، أن رسالة الملك إلى رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا يؤكد أن المغرب لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول ولا ينتصر لطرف ضد آخر، وهو بذلك يعاكس السياسية الفرنسية التي تحاول تثبيت قيادات ونخب تخدم المصالح الإقتصادية والسياسية الفرنسية.
وعلى عكس السياسة الفرنسية، يؤكد الخبير في العلاقات الدولية أن المغرب وفي لمنهجه وسياسته التي تنبني على تقديم المساعدة كل الدول التي تريدها مع التعامل مع الدول التي تخضع للقانون الدولي، مشددا على أن المغرب يتعامل برزانة وعقلانية وحكمة وحذر مع كل التحولات السياسية التي تشهدها إفريقيا.
وخلص لعروسي إلى الإشارة إلى أن المغرب يواصل “تدعيم دوره الريادي في إفريقيا من خلال التركيز على التنمية والتعاون جنوب جنوب، خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها افريقيا الغربية مرحلة تتخلص فيها من الوصاية الفرنسية”، وفق تعبير المتحدث.
هذه هي الرجولة والشهامة والرزانة الدبلوماسية.
نحن المغاربة لا نتدخل في اختيارات الدول كيفما كان توجهها.
طاب سعيكم جلالة الملك.