لماذا وإلى أين ؟

المَقامة الكرغولية

نورالدين زاوش

حدثنا عيسى بن هشام قال: بعد الهزيمة النكراء، والكارثة الشنعاء، التي مُنيت بها “القوة الضاربة” في القارة السمراء، في موقعة تنظيم “كان 2025” العصماء، تجند الذباب الإلكتروني “الشنقريحيُّ” بلا حياء أو استحياء، وتجندت معه أبواق النظام الجزائري في حملة مسعورة وغير مسبوقة، لِتَدارُك ما يمكن تداركُه من هذه الفضيحة “الفيحاء”، التي أزكمت رائحتها أنوف الأرض والسماء، على حد سواء.

بعد اطلاع عميق، وتحليل دقيق، لصفحات الذباب الإلكتروني “الشقيق”، تبين أن القوم يتعاطون شتى أنواع الممنوعات، من هيروين وإكستاسي والأمفيتامينات، وأنهم يتميزون عن باقي الكائنات من كل القارات، بطرافتهم وخفة دمهم التي تستطيع أن تحول الصحراء القاحلة محيطات، وتُلبس العجوز الشمطاء لباس العروسات، وتستطيع أن تقلب الهزيمة المدوية إلى نصر تُضرب له الدفوف وتعزف له الآلات، وتتراقص في حلبته خصور البنات الشقراوات.

فهذا ظريفٌ “فيسبوكيٌّ” يدَّعي جادًّا أن “الكان” من خسر الجزائر وليس العكس، وذاك فنانٌ “كرغليٌّ” يصور ملاعب المغرب العالمية وكأنه ضربها النحس، وثالث مدّاحٌ يتغزل بطرقاته ومنشآته وفنادقه التي لا فرق بينها وبين الحبس؛ وآخر نزِقٌ يدَّعي بأن الجزائر انسحبت لتُحرج “الكاف” وتُورط المغرب “النجس”، والعجيب أين وجد هؤلاء المدونين كل هذا الوقت للتدوين؟ ومن ينوب عنهم في طوابير الحليب والسميد والعدس؟

هنيئا مريئا للذباب “الشنقريحيِّ” العنيد؛ ألم تر أن العاقل يشقى بعقله، والجاهل ينعم بالعيش الرغيد؟ ويموت النبيه في ريعان شبابه، وينعم البليد بالعمر المديد؟ هنيئا لكل عبد من هؤلاء العبيد؛ لأنه حتما لن يُصاب بمس الجن العتيد، ولن تصيبه عينٌ أو يؤثر فيه الحسد الشديد؛ لأنه أصلا ممسوس بالفطرة، أحمق بالجِبِلَّة، حقود بالخِلقة، دنيء منذ الولادة، ووضيع منذ الرضاعة.

من أية طينة صُنع هؤلاء الممسوخين الذين لا ملة لهم ولا دين؟ في تايوان أم في الصين؟ وأين تعلموا كل هذا الكيد المتين، حتى بدا الشيطان أمامهم حائرا يتساءل: أأنا الشيطان أم هم الشياطين؟ لست أدري، كل ما أعلمه أنهم ليسوا من طينة الآدميين.

عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
علي المغربي
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2023 21:49

على “المُثقّف”، إنْ وُجِدَ، أن يخوض في شؤون بلده و مَشاكلها قبل أن يتحدَّث عن مشاكل الآخَرين، فلدينا ما يكفي من المشاكل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، فلا بأس ان نتطرَّقَ إليها بكُلّ جُرأَة و صراحة و بكلّ مسؤولية عِوَض النّبش في شؤون الغير التي لا جدوى من ورائها.

حسن
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2023 01:31

مقال و لا اروع و صف دقيق لهؤلاء الحتالة الذين يجاورنا نعلة الله عليهم

ريفي مغريبي
المعلق(ة)
7 أكتوبر 2023 05:41

ياصاحب المقال انت شاعر بامتياز، اعطي العصير لبني كرغيل

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x